قال المحلل السياسي فرج زيدان إن الحكومتين تستطيعان مناقشة مسألة ترسيم الحدود الليبية التونسية، مع استنكار الخطوة الأحادية التي قامت بها الحكومة التونسية.
وشدد زيدان، في تصريحات تلفزيونية لفضائية “ليبيا الحدث”، على ضرورة استدعاء الحكومة المنتهية ولايتها للسفير التونسي في طرابلس لتبليغه بالاحتجاج الرسمي ومطالبته بتوضيح رسمي حول هذه الخطوة.
وحذر من خطورة هذه الخطوة التي تمس السيادة الليبية والأمن القومي والاقتصاد الوطني، مؤكداً وجود نوايا غير حسنة من الجانب التونسي.
وأوضح أن على الحكومة التونسية الانتظار حتى تستقر الأوضاع السياسية في ليبيا وتتشكل حكومة ذات شرعية واسعة قبل مناقشة أي مسألة تتعلق بترسيم الحدود.
ولفت المحلل السياسي إلى أهمية أن تثبت تونس التزامها بحقوق الجوار من خلال التعامل بمسؤولية مع هذه القضية الحساسة.
واعتبر أن إقدام الحكومة التونسية على هذه الخطوة يعكس استغلالاً للأوضاع السياسية الهشة في ليبيا، خاصة في ظل وجود حكومة ضعيفة كحكومة عبدالحميد الدبيبة التي عرفت باتباعها سياسة “الصفقات السياسية” على حساب المصالح الوطنية.
وطالب مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة باتخاذ موقف حازم من هذه الإجراءات الأحادية التي قامت بها تونس، مؤكداً أن هذه القضية تتجاوز الانقسامات السياسية الداخلية.
ومن جهته، حذر رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس النواب طلال الميهوب، أمس الخميس، من المساس بالحدود بين ليبيا وتونس.
وأعرب الميهوب عن استغرابه واستنكاره لتصريحات وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي “في هذا الوقت” بشأن الحدود بين البلدين.
وقال عضو النواب إن “الإخوة في تونس أدرى بالظروف التي تمر بها بلادنا وإننا نؤكد على ضرورة احترام الحدود المرسمة دولياً بيننا”.
وأضاف الميهوب أن “أي خطوة في هذا الاتجاه لن يتم الاعتراف بها” وأن مجلس النواب الليبي سيعقد جلسته القادمة لمناقشة تصريحات السهيلي.
وقال وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي، إن بلاده «لن تسمح بالتفريط في أي شبر من التراب الوطني»، مشيرًا إلى أن «ترسيم الحدود مع ليبيا ومتابعته يجري على مستوى لجنة مشتركة تونسية – ليبية».
وأوضح الوزير التونسي خلال مناقشة ميزانية الدفاع بمجلس نواب الشعب، أن دور اللجنة الليبية – التونسية «تحديد وضبط الحدود، وتتكون من وزارة الدفاع الوطني والداخلية التونسيتين، على غرار اللجنة المشتركة التونسية – الجزائرية».
وتمتد الحدود الليبية – التونسية على مسافة 459 كيلومترًا، وتضم معبرين حدوديين رئيسيين: معبر رأس اجدير ومعبر وازن ذهيبة.