أثارت تصريحات وزير الداخلية في حكومة الدبيبة، عماد الطرابلسي، التي تحدث فيها عن أهمية الأخلاق بالمجتمع الليبي، ودعوته لمنع الاختلاط بين الجنسين في الأماكن العامة، وتفعيل شرطة الآداب بالشوارع، جدلا واسعا بين الأوساط الليبية.
ووصف الناشط الحقوقي الليبي، طارق لملوم، حديث الطرابلسي بأنه إعلامي فقط، هدفه كسب ود تيار ديني بعينه، وربما الحفاظ على موقعه بأي حكومة مقبلة، مبرزا عدم وجود إحصائيات من وزارة الداخلية، أو أي مؤسسة رسمية في البلاد، تفيد بارتفاع نسبة جرائم الآداب في المجتمع، مؤكدا أن غالبية النساء محجبات بالأساس.
وقال لملوم في تصريحات نقلتها “الشرق الأوسط” إن الهدف الرئيسي من حديث الطرابلسي قد يكون محاربة صُناع المحتوى من النشطاء، الذين ينشرون بعض القضايا التي تتعلق بمسؤولين، لافتا إلى أنه ربما تكون هذه رسالة تهديد لهؤلاء النشطاء؛ لأن أغلب المواد المنشورة تكون سياسية.
ويتخوف لملوم من توظيف تهمة ارتكاب فعل مخل بالآداب بحق بعض الفتيات الناشطات، وهي تهمة معيبة جدا بالمجتمع، مشددا على أن تصريحات الطرابلسي جاءت بمجملها للتغطية على عدم نجاحه في إخلاء العاصمة من التشكيلات المسلحة كما وعد.
وأضاف أن الطرابلسي أراد اللعب على وتر مربح وحساس لدى الشارع، من خلال التركيز على الأخلاق، وكذا إلهاء الليبيين، لافتاً إلى أن أغلب رجال الدين يقومون بنصح الشباب، وكذا أصحاب محلات الحلاقة فيما يتعلق بقص الشعر مثلاً، لكن لا يقومون بإجبارهم على ذلك.
وأثارت تصريحات الطرابلسي ردود فعل مختلفة على السوشيال ميديا، ما بين منتقد للوزير وداعم له، غير أن بعض السياسيين عدّ حديث الطرابلسي محاولة لإلهاء الليبيين.
وتوعد الطرابلسي بملاحقة من يدوّن أي محتوى غير لائق عبر منصات التواصل الاجتماعي، وإغلاق المقاهي التي تقدم الشيشة، داعياً النساء إلى الالتزام بزي الحجاب عند الخروج للشارع.
وهاجمت عضوة مجلس النواب الليبي، ربيعة أبو راس، وزير داخلية الدبيبة، داعية رئيس الحكومة إلى مراجعة خطاب الوزير.