أطلق الاتحاد الأوروبي وإيطاليا مشروعًا طموحًا باسم “هيرتيج” لإنشاء مدرسة متخصصة في ترميم الآثار في مدينة لبدة الكبرى، مع خطط لتوسيع هذا المشروع إلى موقع قورينا الأثري.

المشروع يهدف إلى تأهيل كوادر ليبية قادرة على الحفاظ على هذا التراث الغني للأجيال القادمة.

سلط تقرير لوكالة نوفا الإيطالية الضوء على بذل إيطاليا والاتحاد الأوروبي جهودا جديدة هادفة إلى حفظ تراث ليبيا الآثاري.

وبين التقرير إن هذه الجهود الإيطالية الأوروبية المشتركة تسعى مشروع لتدريب مرممين آثاريين ليبيين ناقلا عن السفير الإيطالي في ليبيا “جيانلوكا ألبريني” قوله: “إن هذا التراث الأثري الاستثنائي ثمرة اكتشافات إيطالية تمت منذ سنوات عديدة استمرت بالتعاون الدؤوب بين بعثات أثرية عدة.

ألبريني قال إنه تم تمويل هذه البعثات من الخارجية الإيطالية لتتعاون مع علماء الآثار الليبيين ويجب أن نؤكد على أن الثقافة القديمة جزء لا يتجزأ من الهوية الليبية الحالية ومن هذا المنطلق تستطيع إيطاليا أن تلعب دورا رائدا بفضل خبرتها وقربها الجغرافي والثقافي والاقتصادي والسياسي.

ألبريني اختتم حديثه بالقول: “نريد أن نجعل هذه العجائب معروفة والإمكانيات التي تنشأ فيما يتعلق بترميم وتطوير السياحة وبمجرد أن تصبح الظروف مناسبة سنكون نحن الإيطاليون الأوائل في هذا المجال”.

التقرير نقل عن سفير الاتحاد الأوروبي في ليبيا “نيكولا أورلاندو” وجهة نظره بالخصوص.

أورلاندو قال إن هذا التراث الثقافي الليبي مهم باعتباره شهادة ثمينة على ما يوحدنا وحمايته جزء لا يتجزأ من سياسات السلام والأمن في الاتحاد الأوروبي ما يساهم في التماسك الاجتماعي والحوار فهو يمثل إلى جانب الثقافة أداتان حاسمتان لتعزيز الوحدة والاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

أورلاندو أضاف أن الاستثمار في الحفاظ على التراث لا يعني فقط حفظ الماضي بل أيضا بناء المستقبل وخلق فرص العمل للأجيال الجديدة والاتحاد الأوروبي عازم على مرافقة ليبيا على هذا المسار حتى تتمكن من تخليد هذه القصة المتوسطية المشتركة العظيمة وإخبار الأجيال القادمة بها.

وأضاف التقرير أن التراث ينقسم إلى عنصرين رئيسيين أولهما رسم خارطة طريق لإنشاء مدرسة ترميم لن يتم تنفيذها مباشرة من قبل المشروع لنقص التمويل لكنها ستشمل إعادة تأهيل بعض الهياكل في لبدة الكبرى لتكون بمثابة بيوت ضيافة وفصول دراسية لطلاب مشاركين في العنصر الـ2 من المشروع وهو التدريب.

التقرير تابع أن مرحلة التدريب ستوجه إلى كل من فنيي الترميم من مصلحة الآثار الليبية وطلاب الجامعات في الواقع ففي ليبيا لا توجد دورات تدريبية على مستوى الجامعة لتأهيل علماء آثاريين مختصين في الجوانب الترميمية على وجه التحديد فالمشكلة الرئيسية هي الافتقار إلى الجانب التدريبي العملي.

بدورها قالت لويزا موسو خبيرة الآثار الإيطالية المعروفة في ليبيا: “علينا أولا وضع خطة لصيانة ما تم التنقيب عنه بالفعل فالترميم ليس إلى الأبد ونحن بحاجة إلى البدء في صون الترميمات القديمة مرة أخرى عبر عملية مخطط لها موزعة على مدى فترة زمنية مع الكثير من التدريب ودمج الموارد المحلية”.

Shares: