قالت صحيفة العربي الجديد إن مركز مكافحة الأمراض في ليبيا حذر من أن أكثر من 66% من الليبيين معرضون لخطر الأمراض السارية، استنادا إلى دراسة مسحية حول عوامل الاختطار للأمراض غير السارية في البلاد، نشر المركز نتائجها في مطلع أكتوبر الماضي.
وأضافت الصحيفة أنه طبقا للدراسة فإن أكثر من 66% من الليبيين معرضون لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض السارية استناداً إلى عدد من عوامل، ومن بينها أمراض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والتدخين، والسمنة، وقلة النشاط البدني، والأكل غير الصحي.
وأوضحت نتائج الدراسة أن أعمار الذين شملتهم نسبة الخطر تتراوح بين 45 و70 سنة، ولدى غالبية هؤلاء ثلاثة أو أكثر من عوامل الخطر المرتبطة بالأمراض غير السارية، والتي قد تؤدي إلى الوفاة، كما أن 38% من شريحة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و44 سنة، سجلت لديهم ثلاث أو أكثر من عوامل الاختطار.
وأشار المركز في تقرير، إلى أن عدداً من عوامل الاختطار قد تكون مرتبطة بشكل كبير بالإصابة بمختلف أنواع السرطانات وارتفاع معدلاتها، كما لفت إلى أن شريحة كبار السن هم الأكثر عرضة لمخاطر الأمراض السارية، وهو ما يؤكده الجانب الذي نشرته منظمة الصحة العالمية من التقرير ذاته.
وتؤكد المنظمة الأممية أن أكثر من 90% من شريحة كبار السن مصابون بالعديد من الأمراض السارية، كالسكري، وأمراض الكلى، والاضطرابات العضلية الهيكلية وأمراض الأعضاء الحسية، وهي من الأسباب الرئيسية للإعاقة لكل من الرجال والنساء.
ولا ترى أستاذة الرعاية والخدمة الاجتماعية خولة جنات، أنه يمكن الاستناد إلى هذه التقارير والدراسات إذ أن النسب مبنية على العينات أو المجموعات المختارة، وليس لكامل فئة كبار السن في البلاد، مؤكدة أنه لم يصدر تعداد سكاني في البلاد منذ أكثر من سبع سنوات، ليتم وفقه تحديد نسبة كبار السن.
وأضافت جنات أن هذه الأرقام والنسب مؤشر مهم يمكننا من تحديد سياسات وقائية وعلاجية مهمة، وتضع اليد على مشكلة كبيرة تواجه كبار السن، والأخطر أنها مشكلة تتعلق بالأمراض السارية ما يعني أنها ستواجه شرائح الشباب الحالية مستقبلا”.
وأوضحت أن الدراسات الاستشرافية يجب أن تضع في حسابها زيادة معدل نمو السكان لاكتشاف حجم الزيادة في أعداد شريحة كبار السن مستقبلا، ووضع استراتيجيات وقائية من الآن للحد من مخاطر هذه الأمراض المتوطنة
وأشارت إلى جانب يتعلق بضرورة عدم الاعتماد على المؤسسات الحكومية والبحثية لمواجهة المخاطر المحدقة بكبار السن، مؤكدة أهمية تثقيف وتوعية كبار السن أنفسهم، إضافة إلى جوانب أخرى تتعلق بضرورة توفير فضاءات خاصة بهم، كالأندية ومساحات لقضاء الوقت ضمن أطر تفاعلية وفق ثقافة كل منطقة أو قرية، مشددة على ضرورة استمرار اندماج كبار السن في أوساطهم الاجتماعية كإحدى السبل الوقائية للأمراض بجميع أصنافها.