كشفت وكالة “نوفا” الإيطالية في تقرير حديث لها عن تطورات إيجابية في مشروع طريق السلام الاستراتيجي الرابط بين شرق ليبيا وغربها، مع موافقة رئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الحميد الدبيبة على تعويض أصحاب العقارات الواقعة على امتداد الطريق الساحلي.
ويمتد المشروع الطموح لمسافة تتجاوز 1800 كيلومتر من امساعد حتى رأس اجدير، حيث تتحمل الحكومة الليبية تكاليف استملاك العقارات، فيما تلتزم إيطاليا بتمويل المشروع بقيمة 5 مليارات دولار على مدى 20 عاماً، بواقع 180 مليون يورو سنوياً، وفقاً لاتفاقية الصداقة المبرمة بين البلدين عام 2008.
وأكد رئيس جهاز تنفيذ وإدارة طريق امساعد رأس اجدير، علي عقاب، أهمية هذه الخطوة لبدء الأعمال، مشيراً إلى مناقشات مثمرة جرت مع المستشارين الإيطاليين كلاوديو جاتي وفابريزيو أفيراردي ريبيرس من مجموعة “بي أم سي ميديترانيوم”.
كما شهدت المباحثات مشاركة ممثلين عن شركة “توديني” الإيطالية، التي وقعت خطاب قبول للقطعتين 4.2 و4.3 من المشروع في أكتوبر الماضي.
التقرير أكد أنه من المتوقع توقيع العقد النهائي بحلول نهاية عام 2024. ويهدف المشروع إلى تعزيز التعاون الليبي-الإيطالي وتطوير البنية التحتية لدعم الحركة الداخلية والتبادل الاقتصادي بين البلدين، وهو ما حظي باهتمام خاص من قبل الدبيبة ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.
وتواجه المرحلة الأولى في شرق البلاد تحديات خاصة، حيث بدأت شركة تركية بالفعل في تنفيذ جزء من الطريق السريع من الحدود المصرية إلى طبرق.
فيما أُسند العمل في 2023 لشركة “وي بيلد” الإيطالية، مع مفاوضات جارية حول التكاليف المتزايدة وإضافة طريق رابط إلى بنغازي.
ويشير التقرير إلى أن استمرار وقف إطلاق النار لمدة أربع سنوات، رغم وجود سلطتين تنفيذيتين متنافستين، يعد مؤشراً إيجابياً لمستقبل المشروع، مع التزام حكومة الدبيبة بضمان سلامة الأعمال، بما في ذلك إزالة الألغام.