قالت الباحثة الفرنسية المتخصصة في الشأن الليبي فيرجيني كولومبييه، إن هدف سلسلة اللقاءات التي أجراها بول سولير المبعوث الخاص للرئيس إيمانويل ماكرون إلى ليبيا، وسفير باريس لدى ليبيا مصطفى مهراج، هو تحديد مسارات قابلة للتطبيق نحو إعادة توحيد مؤسسات البلاد، والوصول إلى سلطة تنفيذية موحدة جديدة قبل إجراء الانتخابات.
وأضافت كولومبييه، في تصريح نقلته صحيفة الشرق الأوسط، أن كلا من سولير ومهراج لا يملكان خطة واضحة لتحقيق ذلك، في إشارة إلى إمكانية تشكيل الحكومة الموحدة، وتوحيد المؤسسات الليبية.
وفي غياب المسار السياسي الواضح في ليبيا، ركَّز سولير ومهراج في الأشهر الأخيرة على القضايا الأمنية، وفق ما رجحت الباحثة الفرنسية، فإن الدبلوماسيَّين الفرنسيَّين انطلقا من فرضية أن ملف الأمن يوفر فرصة أكثر إيجابية لتحقيق اختراق، والاستفادة من علاقتهما بقوات شرق البلاد دون إثارة الانتقادات.
الباحثة أرجعت الاهتمام الفرنسي بالمسار الأمني ومكافحة الإرهاب، إلى رغبة باريس في تعويض الانتكاسات التي منيت بها في منطقة الساحل، إضافة إلى ما ترى أنها رؤية فرنسية تنطلق من أن دعم اتفاق بين الفصيلين العسكريَّين يمكن أن يساعد على تأمين الحدود الجنوبية لليبيا.
يذكر أن النشاط الدبلوماسي الفرنسي في ليبيا عده محللون أنه محاولة من جانب فرنسا، التي لا تملك تصوراً سياسياً واضحاً، لتعويض غيابها في دول الساحل الأفريقي بعد موجة الانقلابات التي اجتاحتها، وما تبعها من انعكاسات على قضايا الإرهاب والهجرة غير النظامية».
وفي غرب البلاد، أجرى مبعوث ماكرون نهاية سبتمبر ومطلع شهر أكتوبر الحالي، لقاءات مع كل من رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ونائبيه عبد الله اللافي وموسي الكوني، ورئيس حكومة عبد الحميد الدبيبة، ونائبة المبعوث الأممي، ستيفاني خوري.
واقتصر فحوى الرسائل الفرنسية التي حملها سولير خلال لقاءاته مع الفاعلين في ليبيا منذ مطلع هذا الشهر، على أولوية الملف الليبي في اهتمامات فرنسا، والسعي لمساعدة ليبيا على الخروج من الانسداد السياسي، والدفع نحو الوصول إلى الانتخابات.
وسُجل انحسار كبير في النفوذ الفرنسي بأفريقيا، خصوصاً في دول منطقة الساحل، إثر الانقلابات التي حدثت في دول مثل بوركينا فاسو والنيجر ومالي، وكلها تأسَّست على الرغبة في إنهاء الوجود الفرنسي بالمنطقة.