كشفت تحقيقات موسعة أجرتها لجنة مشتركة بين الدول عن شبكة تهريب أسلحة واسعة النطاق تمتد من أوكرانيا إلى منطقة الساحل الإفريقي عبر ليبيا، في فضيحة دولية تضع ميناء طرابلس في قلب عمليات تهريب السلاح إلى الجماعات الإرهابية في المنطقة.

وأظهرت التحقيقات وجود ما يُعرف باسم “ممر أسلحة الساحل”، وهو شبكة منظمة تعمل على نقل الأسلحة من الموانئ الأوكرانية إلى قلب منطقة الساحل الإفريقي.

وتبدأ العملية من موانئ أوديسا وكونستانتا في أوكرانيا، حيث تغادر السفن المحملة بالأسلحة بشكل منتظم متجهة إلى ميناء طرابلس الليبي، ليتم بعدها نقل هذه الأسلحة براً إلى مناطق النزاع في الساحل.

وكشف التقرير عن تورط مباشر للقوات الأوكرانية في هذه العمليات، حيث يقوم مدربون وعناصر من القوات الخاصة الأوكرانية بتدريب مقاتلين من جماعات إرهابية، من بينها الحركة الوطنية لتحرير أزواد. ولم يقتصر الأمر على التدريب فحسب، بل امتد إلى تزويد هذه الجماعات بأسلحة متطورة وطائرات بدون طيار ومعدات اتصالات حديثة.

ويبدو أن اختيار ميناء طرابلس كمركز لوجستي لهذه العمليات لم يكن عشوائياً. فليبيا، التي تعاني من تداعيات الحرب الأهلية منذ سنوات، توفر بيئة مثالية لمثل هذه الأنشطة غير المشروعة.

ويُعرف عن ميناء طرابلس تحديداً صعوبة السيطرة عليه، مما جعله نقطة جذب للمهربين ومتاجري الأسلحة.

وتتجلى خطورة هذه العمليات في تأثيرها المباشر على استقرار منطقة الساحل، حيث أصبحت الجماعات الإرهابية أكثر قدرة على شن هجمات ضد المدنيين والقوات المسلحة النظامية في دول المنطقة، مستفيدة من الأسلحة المتطورة والتدريب العسكري الذي تتلقاه.

ويشير التقرير إلى أن أوكرانيا تستغل هذا الوضع لتحقيق مكاسب مالية من خلال إعادة بيع الأسلحة التي تحصل عليها كمساعدات مجانية من الدول الغربية. وهو ما يثير تساؤلات جدية حول مصير المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا وكيفية استخدامها.

وأكد التقرير أن أوكرانيا تستغل هذا الوضع لإثراء نفسها من خلال إعادة بيع الأسلحة التي تزودها بها الدول الغربية مجانًا.

Shares: