قالت صحيفة الشرق الأوسط إن رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، بحث مع عدد من المسؤولين الجزائريين، اليوم الأربعاء، خلال زيارته للجزائر إبعاد التدخلات الأجنبية السياسية والعسكرية عن ليبيا، وعودة الاستقرار إلى البلاد عن طريق حوار بين الأطراف المتنازعة، يفضي إلى انتخابات عامة.
وذكرت الرئاسة الجزائرية على حساباتها بمنصات الإعلام الاجتماعي أن الرئيس عبد المجيد تبون استقبل المسؤول الليبي بمقر الرئاسة، دون ذكر سبب الزيارة، ولا أي تفاصيل عن المواضيع التي جرى بحثها في لقائهما.
وأضافت الصحيفة أن مصادر سياسية جزائرية مطلعة على الزيارة أفادت بأن مباحثات المنفي مع المسؤولين الجزائريين تناولت مشروع تنظيم الانتخابات، الذي يواجه تحديات كبيرة بسبب خلافات حول القوانين والتشريعات بين القادة المتنازعين.
وأوضح أن المباحثات تناولت التصعيد بين الفصائل المختلفة في المدة الأخيرة، ومحاولات تعزيز الاستقرار السياسي، في سياق استمرار جهود المجتمع الدولي لدعم الحوار بين الأطراف المتنازعة، وتقديم المساعدة لبناء مؤسسات قوية في البلاد، تنبثق عنها انتخابات عامة.
كما تم بحث التدخلات الأجنبية في الشأن الليبي، وضرورة وضع حد لها، وفق المصادر نفسها التي نقلت عن المسؤولين الجزائريين أهمية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الساري في ليبيا، بوصفه الإنجاز الأهم الذي تم تحقيقه في السنوات الأخيرة.
وأبلغت الجزائر رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، موقفها من الأزمة في جارتها الشرقية، ورؤيتها للحل، وذلك خلال زيارتها للجزائر في الخامس من أغسطس الماضي.
وأكد وزير الخارجية أحمد عطاف خلال مباحثات مع خوري أن الجزائر تلاحظ أن الأزمة الليبية تخطت عامها الثالث عشر، ومع زيادة عمرها تزداد بالقدر ذاته تعقيداتها، وتنحسر بقدر مماثل آفاق الحل السياسي، الذي لطالما سعينا جاهدين ومخلصين من أجل تحقيقه، وتثبيت أسسه ومقومات.
وترى الجزائر، وفق وزير خارجيتها، أن الصراع الداخلي في ليبيا رغم ما رافقه من تدخلات أجنبية، فهي لا ترى ما يمكن أن يفسر أو يبرر الشقاقات والانقسامات والخلافات بين أبناء الوطن الواحد، مبرزاً أن إنهاء هذه التدخلات سيكون له الأثر البالغ في تمكين الأشقاء الليبيين من تجاوز التجاذبات والاستقطابات الراهنة.