قالت صحيفة إندبندنت عربية إن التحركات الأمريكية في ليبيا سجلت مؤخرا نشاطا دبلوماسيا ملحوظا، للحد من النفوذ الروسي والصيني المتنامي في البلاد، خاصة بعد فترة طويلة من الغياب إثر مقتل السفير الأمريكي لدى طرابلس كريستوفر ستيفنز عام 2014.
وأضافت الصحيفة أن آخر هذه التحركات ما قام به القائم بأعمال السفارة الأمريكية جيريمي برنت في مدينة بنغازي، حيث عقد لقاءات مع خالد حفتر، وشقيقه بلقاسم مدير صندوق التنمية وإعادة الإعمار.
الحضور الأمريكي الأخير رأته جنيفر جافيتو، وكانت مرشحة لمنصب السفيرة الأمريكية في ليبيا، غير كاف في ظل استمرار الغياب الدبلوماسي الرسمي لواشنطن على الأرض، مما دفعها إلى سحب ترشيحها بداية الشهر الجاري، وذلك بعد 32 شهراً من طلب وزارة الخارجية النظر في منصبها.
وكانت جافيتو قد حذرت في يونيو الماضي من خطورة تواصل غياب الوجود الدبلوماسي الدائم لبلادها في ليبيا الذي أفسح المجال أماممنافسيها الاستراتيجيين، مشددة في بيان سابق لها أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أن ليبيا تشكل أرضاً خصبة للقوى العالمية التي تسعى إلى توسيع نفوذها، في إشارة منها إلى الصين وروسيا.
المتخصص في مجال العلوم السياسية بجامعة بنغازي محمود الكاديكي، أوضح أن أولويات الإدارة الأمريكية في ليبيا حاليا تتمثل في ضمان استمرار وقف إطلاق النار وعدم اندلاع حروب جديدة لضمان استمرار تدفق النفط.
وقال في تصريحات نقلتها “إندبندنت عربية” إن الولايات المتحدة الأمريكية غائبة على مستوى الوجود الدبلوماسي على الأرض لكنها حاضرة في كل المشاورات السياسية.
وأشار الكاديكي إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية حالياً لا تمتلك رؤية واضحة تجاه ليبيا لأنها مهتمة بما يستجد من أحداث سياسية وأمنية في الشرق الأوسط، خاصة في ظل التوترات الأمنية بين إسرائيل وإيران، إذ ستواصل دفاعها عن سياسة البعثة الأممية للدعم في ليبيا التي تدار من خلالها كل أهداف واشنطن.
وتابع المتخصص في مجال العلوم السياسية بجامعة بنغازي، أنه بالرجوع إلى مصالح أمريكا في ليبيا وعدم تعيينها سفيراً إلى الآن، يمكن القول إن مصالحها معرضة للخطر في ظل إهمالها الجانب الدبلوماسي الناعم من جهة والصلب من جهة أخرى، لأنها هي من فرشت البساط للتمدد الروسي والصيني في ظل تواصل غياب تعيين سفير أمريكي منذ 2014.
ويرى الكاديكي ضرورة تعيين سفير أمريكي في أسرع وقت لإقامة تواصل فعال مع جميع الأطراف، وكبح نفوذ روسيا والصين والدفع بعجلة التنمية ومساندة الدولة الليبية في التجربة الديمقراطية بصورة تحدث توازنا فعليا على الأرض.