في تقرير مثير للاهتمام، كشفت صحيفة “برافدا” الروسية عن استراتيجية جديدة تتبعها روسيا لتعزيز نفوذها في القارة الأفريقية، وذلك من خلال إنشاء شركات استشارية تخضع لسيطرة أجهزة الاستخبارات الروسية.
ويبرز مجلس الاستشارات التجارية لليبيا كأحد الأمثلة البارزة على هذه الاستراتيجية.
وفقاً للتقرير، تم إنشاء مجلس الاستشارات التجارية لليبيا بدفع من جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، في إطار مساعيه لتوسيع نفوذه في منطقة الشرق الأوسط.
ويأتي هذا ضمن جهود أوسع نطاقاً تبذلها روسيا منذ عام 2018 لتعزيز وجودها في أفريقيا، في محاولة لإزاحة النفوذ الأمريكي والفرنسي والأوروبي في المنطقة.
الصحيفة تشير إلى أن فيكتور بوياركين، وهو ضابط استخبارات بحرية سابق في الوحدة الرابعة لمديرية الاستخبارات الرئيسية (GRU) المسؤولة عن الشرق الأوسط وأفريقيا، هو من أسس مجلس الاستشارات التجارية لليبيا في موسكو.
وقد تم إنشاء هذا المجلس ضمن شركة Bureau Legint بميزانية سنوية تقدر بحوالي مليون دولار أمريكي.
يذكر أن بوياركين، الذي يتمتع بخلفية أكاديمية في مجال أمن المعلومات من أكاديمية جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، عمل سابقاً كخبير في الشؤون السورية. وهو الآن عضو في مجلس السياسة الخارجية والدفاعية، حيث ينشر نصائحه للكرملين حول كيفية مواجهة العقوبات الغربية.
وتلعب وحدة الاستخبارات GRU وجهاز الأمن الفيدرالي الروسي دوراً محورياً في هذه العملية، وفقاً للتقرير.
حيث تعمل هذه الأجهزة على تجنيد عملاء من بين السياسيين المحليين والضباط العسكريين والصحفيين في الدول الأفريقية.
كما أنشأت شركات استشارية لتوسيع نفوذها، وتعمل من خلال القنوات الدبلوماسية لخلق روابط تشغيلية إضافية.
التقرير أكد أن الهيئة الاستشارية الروسية تعمل أيضاً من خلال القنوات الدبلوماسية، فتنظم على سبيل المثال رحلات لزوجات الدبلوماسيين الأفارقة.
وفي سياق متصل، أسس بوياركين جمعية التعاون الاقتصادي مع الدول الأفريقية، والتي تعمل على تنفيذ برنامج “روسيا وأفريقيا: الصداقة عبر السنين والمسافات”، الذي يغطي عدداً من الدول الأفريقية.
ومن المقرر أن يعقد منتدى الشراكة بين روسيا وأفريقيا، الذي يضم هذه الشركات الاستشارية، مؤتمراً في مدينة سوتشي الروسية في نوفمبر المقبل، مما يشير إلى استمرار وتكثيف الجهود الروسية لتعزيز نفوذها في القارة الأفريقية.
وتشهد ليبيا منذ أحداث 17 فبراير عام 2011 حالة من التناحر السياسي والتكالب على ثروات ليبيا دون النظر إلى أحوال الليبيين الذين يعانون الويلات، حتى أصبحت البلاد مطمعا لكل الدول المجاورة.