في تطور جديد يسلط الضوء على التحديات التي تواجه مشاريع إعادة الإعمار في ليبيا، كشف موقع “إنسايدر تريند” الإيطالي عن شكوى تقدم بها رجل أعمال إيطالي بارز إلى حكومة بلاده، متهماً حكومة الدبيبة في ليبيا بالتأخر في سداد المستحقات المالية المتعلقة بمشروع إعادة إعمار مطار طرابلس الدولي.
إليو فرانسي، رئيس مجموعة “إينيس” المشاركة في المشروع، صرح بأن الحكومة الليبية تماطل وتجمد دفع المبالغ المستحقة لشركته.
وناشد فرانسي حكومة جورجيا ميلوني بالتدخل، مشيراً إلى أن شركته قامت بوضع البنى التحتية الاستراتيجية في المطار استناداً إلى عقد تم توقيعه قبل سبع سنوات.
ويعود تاريخ المشروع إلى عام 2017، حين حصلت مجموعة “إينيس” على عقد تجديد المطار الذي تعرض للدمار خلال الصراعات المسلحة. وعلى الرغم من توقف العمل مرات عديدة بسبب الاضطرابات الأمنية وجائحة كوفيد-19، استؤنف المشروع في عام 2023، حيث تم إنجاز أكثر من 50% من الإمدادات والتركيبات، وفقاً لتصريحات فرانسي.
وأضاف رجل الأعمال الإيطالي أن شركته فوجئت بتأخير المدفوعات من الجانب الليبي منذ نهاية فصل الصيف، مشيراً إلى ما وصفه بـ”مراوغات” غير منصوص عليها في العقد الأصلي.
كما لفت إلى أن الشركات المشاركة في المشروع تكبدت مبالغ مالية كبيرة، خاصة وأن العديد من الموردين الأوروبيين أحجموا عن التعامل مع ليبيا بسبب الوضع الأمني غير المستقر.
في سياق متصل، كشف فرانسي عن مراسلات عديدة أجراها مع شركة “TPB”، المكلفة بإدارة المشروع نيابة عن وزارة النقل الليبية، متهماً إياها بمحاولة الحلول محل المجموعة الإيطالية في العمل رغم افتقارها للخبرة في هذا المجال.
وفي ظل هذه التطورات، دعا فرانسي إلى ضرورة حل هذه الأزمة خلال منتدى الأعمال الإيطالي الليبي المزمع عقده في طرابلس يوم 29 أكتوبر القادم، مؤكداً على أهمية المشروع وضرورة استكماله لما له من أثر على البنية التحتية والاقتصاد الليبي.
يأتي هذا التطور ليسلط الضوء مجدداً على التحديات التي تواجه مشاريع إعادة الإعمار في ليبيا، وعلى أهمية وجود آليات واضحة لضمان حقوق الشركات الأجنبية العاملة في البلاد، خاصة في ظل الظروف السياسية والاقتصادية المعقدة التي تمر بها ليبيا.