كشفت وكالة “نوفا” الإيطالية في تقرير حديث لها عن دور إيجابي تلعبه ليبيا في تخفيف حدة العجز التجاري الذي تعاني منه تونس.
وأكدت الوكالة، أن ليبيا ساهمت بفائض تجاري لصالح تونس يقدر بـ 1.55 مليار دينار تونسي، مما يشكل دعماً ملموساً للاقتصاد التونسي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المنطقة.
وأشار التقرير إلى أن تونس سجلت أيضاً فوائض تجارية مع عدد من الدول الأوروبية الرئيسية، حيث بلغ الفائض مع فرنسا حوالي 3.9 مليار دينار تونسي، ومع إيطاليا 1.56 مليار دينار تونسي، بينما وصل مع ألمانيا إلى 1.68 مليار دينار تونسي. هذه الفوائض ساهمت بشكل جزئي في إعادة التوازن إلى الميزان التجاري التونسي الذي يعاني من عجز هيكلي.
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، إلا أن الميزان التجاري التونسي لا يزال يواجه تحديات كبيرة. فقد سجل عجزاً قدره 13.5 مليار دينار تونسي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري.
وأوضحت الوكالة الإيطالية أن هذا العجز يتفاقم بسبب العلاقات التجارية غير المتوازنة مع دول مثل روسيا والصين والجزائر، حيث تستورد تونس كميات كبيرة من السلع من هذه الدول دون أن تصدر إليها ما يوازي ذلك تقريباً.
وفي سياق تحليلها، أشارت “نوفا” إلى أهمية الميزان التجاري كمؤشر اقتصادي. فالفائض التجاري يعتبر عموماً دليلاً على صحة الاقتصاد وقدرته التنافسية، رغم أنه قد لا يكون كافياً دائماً لضمان الازدهار الاقتصادي.
أما العجز التجاري، فيُنظر إليه عادة كمؤشر على ضعف القدرة التنافسية للبلد أمام المنتجات الأجنبية، ويمكن أن يؤدي إلى استنزاف احتياطيات الدولة من العملات الأجنبية.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن الوضع التجاري لتونس يعكس تحديات اقتصادية أوسع تواجهها المنطقة، مع تأكيد أهمية العلاقات التجارية المتوازنة مع الدول المجاورة، مثل ليبيا، في تخفيف الضغوط الاقتصادية وتحقيق استقرار أكبر في الميزان التجاري.