أكد محمد الحافظ الكاتب الصحفي أن وساطة دولة موريتانيا لسبل التسوية السياسية، تقوم بها بسبب رئاستها للاتحاد الإفريقي لهذه الدورة.
وأشاد الحافظ بهذه الخطوة التي تعكس التزامًا دوليًا بإيجاد حلول للمشكلة الليبية وتفعيل مسار المصالحة الوطنية الذي تعثر لسنوات بسبب الانقسامات الداخلية والإقليمية.
ويعتبر الكاتب الصحفي أن هذه الجهود من شأنها إعادة وضع الملف الليبي على أجندة الاهتمام الإقليمي والدولي والبحث عن حلول جدية للأزمة.
وأشار إلى توصيات البيان الختامي التي وضع آليات قابلة للتطبيق وأوصى بمتابعتها في اجتماع الاتحاد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا ومحاولة إدارة الملف الليبي بشكل أكثر فاعلية قبل نهاية العام الجاري.
ويعوّل الحافظ على دور الاتحاد الأفريقي في إحداث تحول إيجابي في الأزمة الليبية، بالنظر إلى خبراته السابقة في حل النزاعات.
ويرى الحافظ أن زيارة الرئيس الموريتاني إلى طرابلس تحمل رسالة اعتذار بعد استقبال لأسامة حماد رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان والذي لا تحظى حكومته باعتراف دولي واسع بخلاف الدول المتداخلة في الصراع الليبي.
وفي اجتماعين منفصلين بالعاصمة طرابلس، الجمعة، التقى رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ونائبه عبد الله اللافي، بوفد أفريقي برئاسة الرئيس الحالي للاتحاد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني.
كما ضم الوفد رئيس مفوضية الاتحاد موسى فكي، والممثل الخاص لرئيس الكونغو برازافيل، رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى المعنية بليبيا، وزير الخارجية جان كلود جاكوسو.
كما عُقد اجتماع مماثل للوفد الأفريقي في مقر حكومة عبد الحميد الدبيبة.
واستهل المنفي اجتماعه بوفد الاتحاد بجرد الخطوات التي اتُّخذت منذ انطلاق عملية «المصالحة الوطنية» بقيادة مجلسه، بشراكة مع الاتحاد ودعم المجتمع الدولي من خلال قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومخرجات «مسار برلين»، لافتاً إلى «التحديات التي تواجه إنجاز هذا الاستحقاق التاريخي، والسبل الكفيلة بتجاوزها».
ونقل المجلس الرئاسي في بيانه أن الاتحاد الأفريقي «يؤكد استمرار التزامه بمسار المصالحة الوطنية، وبوحدة ليبيا وسيادتها واستقرارها في مواجهة التدخلات الخارجية.
واعتبر الدبيبة أن هذه الزيارة «رسالة دعم قوية لليبيا في هذا الوقت الحاسم»، مشيراً إلى أن «المشهد السياسي الليبي يدخل مرحلة جديدة، بعد أن بدأنا في اتخاذ خطوات حاسمة لحل العقبات التي قيّدت المشهد السياسي لسنوات».
وقال الدبيبة: «عازمون على المضي قدماً لتحقيق قرارات محورية لإزالة العوائق التي شوهت مسار الاستقرار الذي نُصرّ على تحقيقه»، ولم يفصح الدبيبة عن نوعية هذه القرارات، لكنه قال إن حكومته «مستمرة بقوة في هذا المسار، خاصة إذا أثرت في قضايا أمننا القومي»، مضيفاً أن كل ذلك «يصب في صالح رؤيتنا الواضحة لمستقبل ليبيا التي يجب أن تعبر من خلال إنهاء المراحل الانتقالية، والذهاب المباشر لإجراء الانتخابات، عبر أساس قانوني متين ونزيه».