أكدت وكالة “الأناضول” التركية، أن الساحة الليبية شهدت في الآونة الأخيرة اهتماماً متزايداً من قبل القوى الدولية، وبرزت الولايات المتحدة الأمريكية كلاعب رئيسي في رسم ملامح المشهد السياسي والأمني في البلاد.

وتكشف التحركات الأمريكية عن استراتيجية متعددة الأبعاد تهدف إلى تحقيق مصالحها في المنطقة.

الأناضول أوضحت أن أولويات واشنطن في ليبيا تتمحور حول ثلاثة محاور رئيسية: ضمان أمن الطاقة، موازنة النفوذ الروسي المتنامي، والحفاظ على وجودها العسكري في المنطقة.

وقد شكل الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي عام 2012 نقطة تحول مهمة في السياسة الأمريكية تجاه ليبيا، حيث تبنت واشنطن استراتيجيات “التدخل المحدود” و”التوازن عن بعد”.

وفي سياق مكافحة الإرهاب، اتخذت الولايات المتحدة خطوات لكسر نفوذ الجماعات المتطرفة، مع الاستمرار في المشاركة في العمليات الدبلوماسية من خلال بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.

وقد برزت قضايا حاسمة في الزيارات الأخيرة لمسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، مثل توحيد الجيش وإزالة مجموعة فاغنر الروسية من المنطقة.

الأناضول شددت على أن عملية تصفية فاغنر شكلت نقطة تحول أخرى في العلاقات الأمريكية-الليبية، مما دفع روسيا إلى إعادة توجيه وجودها العسكري في أفريقيا نحو مسار أكثر مؤسسية.

وفي المقابل، سعت الولايات المتحدة إلى موازنة هذه التحركات من خلال مبادرات مثل إنشاء “الفيلق الليبي الأوروبي” بقيادة مجموعات من المليشيات في المدن الغربية.

ومع تراجع النفوذ الأمريكي في منطقة الساحل، أصبحت ليبيا منطقة استراتيجية يمكن للولايات المتحدة من خلالها إعادة ترسيخ نفوذها في القارة الأفريقية.

كما تكتسب ليبيا أهمية خاصة بالنسبة لواشنطن نظراً لموقعها المركزي في طرق الهجرة إلى أوروبا وإمدادات الطاقة.

وتجد الولايات المتحدة أرضية مشتركة مع تركيا في ليبيا، حيث يعتبر الطرفان استعادة الاستقرار الدائم في البلاد من الأهداف ذات الأولوية. ويمكن اعتبار الوجود العسكري التركي في غرب ليبيا عامل ردع يمنع تصاعد التوترات بين الأطراف المتنازعة.

وفي ظل حالة عدم اليقين السياسي المستمرة في ليبيا، تبدو تدخلات القوة الناعمة والصلبة ضرورية للولايات المتحدة لمواجهة الديناميكيات الأمنية الهشة.

وتشير التطورات الأخيرة إلى أن واشنطن تسعى لإعادة صياغة استراتيجيتها في ليبيا بما يضمن مصالحها ويعزز نفوذها في المنطقة، مع الأخذ بعين الاعتبار التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة.

Shares: