وفقًا لتحليل نشرته مجلة “مراجعة السياسة العالمية” الأمريكية، كشفت الأزمة الأخيرة في المصرف المركزي الليبي عن عمق الهشاشة السياسية في ليبيا، مسلطة الضوء على الصراعات الداخلية المستمرة والافتقار إلى هياكل حكم مستقرة.

تقرير المجلة أكد أن السلام البارد الهش كاد أن ينهار في أغسطس وسط نزاع حول البنك المركزي، والذي كاد أن يوقف النظام المالي في البلاد، التي كانت على حافة الهاوية.

التقرير أشار إلى أن مشاكل ليبيا لا يمكن معالجتها إلا من خلال جهد دولي موحد نحو استقرار البلاد، وأزمة المركزي تم تفاديها بصعوبة.

التقرير أوضح أن الأزمة اندلعت بسبب إحباط الدبيبة بعد أن قيّد الصديق الكبير، وصوله إلى الأموال لتمويل الملييشيات الموالية لحكومته المؤقتة.

تقرير المجلة الأمريكية أوضح أن الكبير مارس سلطة كبيرة على مالية ليبيا، مع احتياطيات أجنبية بقيمة 80 مليار دولار في متناول يده.

التقرير نوه إلى أن ذلك أدى إلى قيام المليشيات المتحالفة مع الحكومة بتهديد الكبير بالعنف، مما أجبره على الفرار من ليبيا لإنقاذ حياته.

وشدد التقرير على أن الكبير خاطر بإطلاق موجات صدمة اقتصادية لليبيين العاديين، حيث تم تجميد النظام المصرفي في البلاد تقريبًا بعيدًا عن الشبكات المالية الدولية.

التقرير أكد على أنه مع تهديد موقع الكبير، رد حفتر المتحالف مع حكومة منافسة في طبرق، بإغلاق حقول النفط الرئيسية في شرق ليبيا.

وأوشكت أزمة المصرف المركزي على الانتهاء بعد اتفاق مجلسي النواب والدولة على تعيين المرشحيْن لمنصب المحافظ ونائبه عبر التشاور بين المجلسين، وفقاً لأحكام الاتفاق السياسي، ويتوقع الانتهاء من هذه الإجراءات في غضون أسبوع من توقيع الاتفاق.

وسيتولى المحافظ ونائبه مهامهما خلال أسبوعين من تاريخ تسلمهما المنصب رسميا، كما سيتم التشاور لتعيين مجلس إدارة جديد من المختصين وذوي النزاهة والكفاءة في مجالات القانون، التمويل، التسويق المالي، المصرفي، والاقتصادي.

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت الأربعاء الماضي، توقيع الأطراف الليبية بالأحرف الأولى اتفاقاً يقضي بإنهاء أزمة المصرف المركزي الليبي وتعيين محافظ ونائب له.

وبدأت أزمة المصرف المركزي بعد قيام المجلس الرئاسي، منتصف الشهر الماضي، بإصدار قرار بإعفاء المحافظ السابق للمصرف الصديق الكبير من مهماته، على خلفية اعتراضات وتحفظات عن طريقة إدارته.

وإثر ذلك، أغلق المصرف أبوابه عقب تهديد تعرض له عدد من مسؤوليه واختطاف أحدهم من قبل مجموعة مسلحة.

Shares: