أزمة غير مسبوقة تعصف بالكرة الليبية، ويبدو أن أيام عبد الحكيم الشلماني على رأس الاتحاد الليبي لكرة القدم باتت معدودة.
قبل أيام قليلة من انعقاد الجمعية العمومية المقررة في 13 أكتوبر بالعاصمة طرابلس، تتصاعد الأصوات المطالبة برحيله وسط غضب عارم من الأندية.
مصادر مطلعة كشفت أن الشلماني، الذي تولى منصبه في ديسمبر 2018، يستعد لتقديم استقالته خلال كلمته الافتتاحية في اجتماع الجمعية العمومية.
هذه الخطوة الاستباقية تأتي في محاولة لتجنب الإحراج المتوقع من تصويت محتمل لسحب الثقة منه.
حدة الغضب ضد إدارة الشلماني تجلت بوضوح في موقف أندية المنطقة الجنوبية التي أصدرت بيانًا موحدًا يطالب باستقالته الفورية.
كما انضمت إليها رابطة أندية طرابلس الكبرى في قرار صادم بإعلان مقاطعة الدوري الليبي بنظامه الجديد، مطالبة بإسقاط مجلس إدارة الاتحاد بالكامل.
وسط هذه العاصفة، تتعالى الأصوات المطالبة بتدخل وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية الليبية لتشكيل لجنة تسييرية مؤقتة لإدارة شؤون الاتحاد.
المهمة الأولى لهذه اللجنة، حسب المطالبين، ستكون الإعداد لانتخابات مبكرة لاختيار قيادة جديدة للاتحاد الليبي لكرة القدم.
اجتماع الجمعية العمومية المقبل في فندق المهاري بطرابلس يبدو أنه سيكون نقطة تحول حاسمة في مسار الكرة الليبية. فإما أن يشهد خروجًا “مشرفًا” للشلماني عبر استقالته الطوعية، أو قد يتحول إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين الإدارة الحالية والأندية الغاضبة.
في ظل هذه الأجواء المشحونة، تبقى الأنظار متجهة نحو ما ستسفر عنه الأيام القليلة القادمة، وما إذا كانت ستشهد انفراجة في الأزمة أم مزيدًا من التصعيد في المشهد الكروي الليبي المضطرب.
وكانت الجمعية العمومية في ديسمبر 2018 قررت سحب الثقة من رئيس الاتحاد الليبي السابق المرحوم جمال الجعفري وتكليف عبد الحكيم الشلماني برئاسة اتحاد الكرة، وذلك خلال اجتماع طارئ عقدته في مدينة المرج بحضور مندوبي 85 ناديًا من أصل 120 ناديًا منضوين تحت الجمعية العمومية.
سحب الثقة من الجعفري جاء في ذلك الاجتماع بأغلبية 82 ناديًا وهي تَفُوق الأغلبية المطلوبة بنادٍ واحد، حيث ينص النظام الأساسي للجمعية العمومية على أن قرار سحب الثقة يتم بأغلبية ثلثي الأصوات زائد صوت (81 صوتًا).
وتعرّض رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم الحالي لوابل من الانتقادات من طرف الأندية والإعلام الرياضي والجمهور بسبب فشله في تحديد الأهداف ووضعِ خططٍ للتطوير على المدى البعيد مثلما تفعل الاتحادات الوطنية الأخرى كما أنه لم يكن على مستوى طموحات الشارع الرياضي الليبي.
ويرى نخبة من المحللين الرياضيين أن الوقت قد حان لإبعاد رئيس الاتحاد الليبي الحالي من المشهد الرياضي وأن تتولى الرئاسة شخصية رياضية قوية قادرة على إحداث تغيير جذري في كرة القدم الليبية.