أكد أحمد مصطفى، رئيس قسم التوثيق في منظمة رصد الجرائم في ليبيا، أن التحقيقات الجارية بشأن الانتهاكات المرتكبة بحق المهاجرين في البلاد ستسفر عن نتائج ملموسة قريباً.

وأوضح مصطفى في تصريحات تلفزيونية لفضائية “بوابة الوسط” أن هذه التحقيقات ستكشف عن تورط مهربين البشر وعصابات الاتجار بالبشر في جرائم جسيمة.

وشدد مصطفى على أن منظمات المجتمع المدني طالبت مراراً وتكراراً بإلغاء الاتفاقية الموقعة بين ليبيا وإيطاليا، والتي تساهم بشكل كبير في تفاقم معاناة المهاجرين. وأشار إلى أن السلطات الإيطالية تتواطأ مع السلطات الليبية في ارتكاب هذه الانتهاكات، حيث تقوم بإبلاغ ليبيا عن قوارب المهاجرين ودفعها إلى اعتراضها وإعادتهم إلى ليبيا، الأمر الذي يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.

ولفت مصطفى إلى أن تقارير حقوقية موثقة كشفت عن تورط أجهزة الدولة الليبية، بما في ذلك وزارة الداخلية، في ارتكاب جرائم تعذيب وقتل واختطاف بحق المهاجرين. وأكد أن هذه الجرائم ترتكب بشكل منهجي ومنظم.

وأظهرت بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشـئون اللاجئين زيادة أعداد المهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء المحتجزين داخل مراكز الاحتجاز الرسمية في ليبيا إلى أكثر من خمسة آلاف شخص.

فيما كشفت جمعيات حقوقية عن عمليات «استغلال وانتهاكات واسعة» ترتكب ضد المهاجرين غير النظاميين، الذين يتم احتجازهم في مقر إيواء غير رسمية، بعيداً عن أعين السلطات في غرب البلاد وشرقها.

وتعمل الأجهزة المعنية بمكافحة الهجرة على استعادة المهاجرين، الذين يفرون عبر البحر المتوسط، ووضعهم في مراكز احتجاز يتعرضون فيها «لسوء المعاملة»، وفق منظمات دولية، لكن يظل هناك عدد آخر من المهاجرين الذين يتم احتجازهم في مقار غير رسمية، ويتعرضون بداخلها “لأعمال لسخرة والمعاملة الخشنة؛ ولا ينالون حريتهم إلا بعد ابتزاز أسرهم بدفع الفدية المالية”

وبحسب تقارير إعلامية، ذكرت بأن هناك زيادة في أعداد المهاجرين الذين تمت إعادتهم إلى ليبيا من خلال عمليات إنقاذ لهم في البحر المتوسط إلى 14 ألف تقريبا خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري.

وتشير تقديرات مفوضية اللاجئين،إلى ارتفاع أعداد المهاجرين المحتجزين داخل مراكز الاحتجاز الرسمية،التي تملك المفوضية الأممية الوصول إليها،إلى خمسة آلاف و103 مهاجرين.

وعزت تلك الزيادة ذلك إلى احتجاز المئات خلال عمليات أمنية متعددة نفذتها السلطات المحلية في العاصمة طرابلس وغيرها من المواقع.

Shares: