كشفت تحقيقات أجرتها السلطات الكندية عن مخطط معقد لتهريب طائرات مسيرة صينية متطورة إلى ليبيا، وتحديداً إلى المواطن الأمريكي خليفة حفتر، تحت ستار المساعدات الإنسانية لمكافحة جائحة كوفيد-19.

وتتضمن هذه القضية، التي ستنظر فيها محكمة كندية في مارس المقبل، اتهامات بالتآمر ضد مسؤولين ليبيين يعملون في منظمة الطيران المدني الدولي في كندا.

وفقاً لتقرير المحقق الكندي، فإن الحكومة الصينية وافقت على استراتيجية لمساعدة ليبيا في الحصول على معدات عسكرية عبر شركات معتمدة، وذلك لإخفاء التورط المباشر للوكالات الحكومية الصينية.

وتشير الأدلة إلى وجود مخطط لبيع النفط الليبي إلى الصين مقابل شراء 42 طائرة مسيرة عسكرية بقيمة تصل إلى مليار دولار.

وتبرز أهمية دور حفتر في هذه القضية، حيث تم تحديده كالجهة المستهدفة لتلقي هذه المسيرات العسكرية الصينية.

ووفقاً للتحقيقات، كان الهدف من الصفقة استخدام هذه الأسلحة المتطورة لإنهاء الصراع في ليبيا بسرعة دون لفت انتباه المجتمع الدولي، مستغلين الوضع العالمي المنشغل بمكافحة جائحة كورونا كغطاء لهذه الشحنات.

وفي تطور مرتبط، صادرت السلطات الإيطالية مؤخراً شحنة تحتوي على مسيرتين من طراز “وينغ لونغ 2” الصينية المتطورة، والتي كانت في طريقها إلى مدينة بنغازي، معقل قوات حفتر.

هذه المسيرات، التي تعتبر من أكثر الطائرات بدون طيار تطوراً، تضاهي في قدراتها طائرة “ريبر” الأمريكية الشهيرة.

يذكر أن الأمم المتحدة سبق وأن سجلت في عام 2019 استخدام قوات حفتر لمسيرات “وينغ لونغ 2” خلال هجومها على ضواحي العاصمة طرابلس، مما يشير إلى استمرار محاولات حفتر للحصول على هذه التقنيات العسكرية المتقدمة رغم الحظر الدولي المفروض على توريد الأسلحة إلى ليبيا.

وقد وجهت السلطات الكندية، في أبريل الماضي، اتهامات إلى الليبي محمود محمد الصويحي السايح بالتورط في صفقة شراء المسيرات العسكرية، وإلى فتحي بن أحمد محويك، المحتجز لدى السلطات، بالتورط في صفقة بيع النفط إلى الصين.

كما تتهم وثائق المحكمة أيضا مواطنا أميركي الجنسية بالتورط في المخطط نفسه، لكن دون توجيه تهم ضده.

وأظهرت إحدى رسائل البريد الإلكتروني، مؤرخة في مايو العام 2020، كيف تواصل السايح مع مسؤول بوزارة الخارجية الصينية، لترتيب لقاء مع السفير الصيني في مصر، بعدما طلب عقد لقاء بين السفير ومسؤول عسكري ليبي مقترب من حفتر، وهو اللواء عون الفرجاني.

كما قدمت رسائل أخرى تفاصيل دقيقة للمسيرات الصينية المتجهة إلى ليبيا وقدرتها الهجومية والقتالية وأسلحتها.

هذه التطورات تسلط الضوء على تعقيدات الصراع الليبي وتورط أطراف دولية في محاولات خرق العقوبات الأممية، مع استمرار سعي حفتر لتعزيز قدراته العسكرية في ظل الأزمة السياسية المستمرة في البلاد.

Shares: