كشف المحلل السياسي الليبي جلال حرشاوي عن تحولات مهمة في المشهد الأمني بالعاصمة طرابلس، مشيرًا إلى ما وصفه بـ”ترسيخ حكم الجماعات المسلحة” بدلاً من تراجعه.
وفي تحليل نشره عبر حسابه على منصة “إكس”، قدم حرشاوي سلسلة من الأحداث التي تؤكد هذا التوجه.
وفقًا لحرشاوي، بدأت القصة في 15 ديسمبر الماضي عندما عاد محافظ مصرف ليبيا المركزي آنذاك، الصديق الكبير، إلى طرابلس وسط احتفالات كبيرة بعد فترة قضاها في الخارج إثر خلاف مع عائلة الدبيبة.
ورغم التهديدات المحيطة بعودته، تمكن الكبير من العودة تحت حماية مشددة وفرتها له قوات الردع، في خطوة وصفها حرشاوي بـ”الوقحة”.
وأضاف حرشاوي أنه بعد ثمانية أشهر من هذا الحدث، شهد المشهد تحولاً دراماتيكيًا حيث “استسلمت قوات الردع للحركة، وتوقفت عن توفير الحماية للحاكم”.
ويرى المحلل الليبي أن هذا التحول يعكس اعترافًا ضمنيًا من قوات الردع بوضعها الهش والحاجة إلى تعديل سياساتها، ولو على حساب الكبير.
ويستكمل حرشاوي تحليله بالإشارة إلى تطور جديد حدث مؤخرًا، حيث شهدت طرابلس أول دوريات مشتركة بين قوات الردع وجهاز دعم الاستقرار بقيادة عبد الغني الككلي، المعروف بـ”غنيوة” والمقرب من عائلة الدبيبة.
ويرى حرشاوي في هذا التطور دلالة واضحة على تغير موازين القوى في العاصمة.
ويخلص حرشاوي في تحليله إلى أن هذه الأحداث المتتالية تكشف عن اتجاهين رئيسيين في المشهد الأمني بطرابلس: الأول هو الميل إلى تجنب الصدامات الكبرى بين الجماعات المسلحة، والثاني هو انتشار الترتيبات السرية خلف الأبواب المغلقة بين الجماعات المسلحة “الأكثر مهارة في البقاء” في العاصمة.
ويختتم الخبير الليبي تحليله بالقول إن هذه العملية “ليست نظيفة ولا دقيقة ولا سلسة”، لكنها في النهاية عملية قائمة ومستمرة، تعيد تشكيل المشهد الأمني والسياسي في طرابلس بشكل تدريجي ولكن ملحوظ.
وشهدت طرابلس لأول مرة منذ التوتر الذي شهدته العلاقات بين جهازي الردع ودعم الاستقرار، القوتين ينظمون استعراضا مشتركًا لكل من دوريات الردع ودعم الاستقرار وإدارة العمليات والأمن القضائي.
الاستعراض جاب شوارع العاصمة ومناطق نفوذ القوتين في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة.
التقارب يأتي بعد أسابيع من الترتيبات الأمنية التي شهدتها طرابلس والتي تنص على إخلاء العاصمة من المظاهر المسلحة والتشكيلات العسكرية والأمنية.