سلطت منصة أصوات مغاربية الضوء على نجاح الفرقاء الليبين في تجاوز أزمة المصرف المركزي، وتوقيع الاتفاق النهائي لحل الأزمة بتعيين ناجي عيسى لتولي منصب المحافظ، ومرعي البرعصي لتولي منصب نائب المحافظ.
وتساءلت المنصة حول إمكانية استثمار هذا التوافق لتوحيد باقي مؤسسات البلاد التي طالها الانقسام في خضم الخلافات السياسية المتزايدة منذ سقوط انظام السابق عام 2011.
ونقلت لمنصة قول ستيفاني خوري، رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة، إن إنهاء أزمة المصرف المركزي “يمكن أن يمثل بداية جديدة للاتفاقات المستقبلية التي يتطلع إليها الشعب الليبي والتي تحتاجها ليبيا بشكل عاجل”.
ودعت خوري في خطاب تلته عقب توقيع التسوية الفرقاء الليبيين إلى البناء على هذه التجربة، والمشاركة البناءة والتعاون لمعالجة القضايا العالقة من خلال الحوار الشامل والهادف، وتمهيد الطريق لتوحيد المؤسسات واستعادة شرعيتها.
ووصف المحلل السياسي الليبي عبد العزيز أغنية اتفاق إنهاء أزمة المصرف المركزي بالتجربة الرائدة، ويرى أنه يمكن استثمارها لتعزيز المفاوضات بشأن باقي المؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية.
ويوضح أغنية، في تصريح نقلته “أصوات مغاربية”، أن أنانية الأطراف الليبية تعيق في كثير من المرات الحوار لانعدام الثقة بين الأجسام المتصارعة.
ويرى أنه تم إيجاد مخرج للأزمة الأخيرة لارتباط تداعياتها بسوق الطاقة الدولي، بينما المفاوضات بشأن الاستفتاء على الدستور وتشكيل حكومة موحدة ما يزال الخلاف بشأنها حادا، لكن الاتفاق الأخير يظل فعلا تجربة رائدة يمكن البناء عليها.
في المقابل، يقول الأستاذ الجامعي والخبير في الشؤون الليبية، محمود الرميلي، إن الاتفاق الأخير تحقق بفضل الضغط الدولي لحاجته لنفط ليبيا، متسائلا عن الأسباب التي حالت دون تحقيق النجاح نفسه في باقي الملفات المتعثرة منذ عام 2011.
ويضيف الرميلي في تصريح لـ”أصوات مغاربية” أن التسوية التي تمت تدل على أن المجتمع الدولي لا يعبأ إلا بالأمور التي لها علاقة بمصالحه الاقتصادية حتى أن كل الدول سارعت وعقدت ليل نهار جلسات محورية من أجل توقيع اتفاق إنهاء أزمة المصرف رغم التشظي الموجود في ليبية.