أكد المحلل السياسي أحمد بوعرقوب أن روسيا تستغل الأوضاع في ليبيا لترسم خريطة جيوسياسية جديدة، مستغلة وجودها العسكري لتحقيق مكاسب اقتصادية والضغط على خصومها، الأمر الذي يثير قلق الولايات المتحدة ودول حلف الناتو.

وأضاف بوعرقوب خلال تصريحات تليفزيونية لفضائية “ليبيا الأحرار” أن الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل مع هذا الوجود الروسي باعتباره أمر واقع وتحاول تقليص نفوذه في المنطقة، مشيراً إلى أن موسكو تسعى لتشتيت انتباه دول الناتو عن حربها مع أوكرانيا من خلال توسيع نفوذها في إفريقيا.

ويرى المحلل السياسي أن دولة الإمارات هي التي وفرت الغطاء السياسي لحكومة الدبيبة ودعمته لافتعال أزمة المركزي بدون وجود تنسيق مع روسيا أو أمريكا وخير دليل على ذلك أن جميع المؤسسات المالية الدولية لا تعترف بمجلس إدارة المصرف المكلفة من الرئاسي ولا تتعامل معه.

واعتبر أن الملف الليبي من ضمن أهم أوراق الضغط التي ستستخدمها روسيا حين إجراء المفاوضات مع الدول الأوروبية بشأن أوكرانيا.
وقال إن مصر تراجع نفوذها في ليبيا ولم تعد لاعبا أساسيا في البلاد ولم يبقى لها إلا مجلس النواب حليفا لها وهي تريد أن تحافظ على مصالحها في أي تفاوض سياسي قادم من خلال وكلائها هنا.

كما استبعد المحلل السياسي لعب القاهرة دور الوساطة بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين روسيا لتقريب وجهات النظر بشأن ليبيا لأن الخلاف بين البلدين عميق جدا خاصة فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية.
ولفت إلى وجود رغبة كبيرة لدى روسيا في تغيير ستيفاني خوري القائمة بأعمال المبعوث الأممي للدعم لدى ليبيا لأنها أمريكية وستتضح هذه الرغبة بشكل عملي الشهر المقبل في جلسة مجلس الأمن حول ليبيا والتي سيتم تجديد وجود البعثة وهو ما سترفضه موسكو.

وحول رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في تعزيز تعاونها مع جامعة الدول العربية بشأن ليبيا، أشار إلى نجاح الجامعة في تجميع المجالس الثلاثة النواب والأعلى للإخوان المسلمين “الدولة الاستشاري” والرئاسي على طاولة مفاوضات وهو ما فشلت فيه كل القوى الدولية الفاعلة في الملف.

وأردف أن واشنطن تريد إرجاع الأوضاع في ليبيا إلى ما كانت عليه قبل أزمة المركزي وهي التي قادت مشروع الميزانية الموحدة لضمان وصول أموال النفط للجميع وبالتالي لا وجود لنشوب صراعات عسكرية مسلحة لأن ذلك يسمح لروسيا بتعزيز وجودها هنا وهو ما يقلق أمريكا.

وتحاول مصر من خلال تقاربها مع تركيا إحراز تقدمات غي الملف الليبي بما يحافظ على مصالحها في غاز المتوسط وإخراج القوات الأجنبية وهو الأمر الذي يقلق القاهرة. باعتبارها الجارة الشرقية لليبيا.

وفي السياق، قالت وكالة بلومبرج إن مصر وتركيا تستخدمان صداقتهما الجديدة لمحاولة حل الصراع على السلطة في ليبيا العضو في منظمة أوبك، والذي يهدد بالتحول إلى حرب أهلية.

الوكالة أضافت أن القاهرة وأنقرة تضغطان على الحكومتين المتنافستين في ليبيا للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يساعد في إنهاء الحصار النفطي الخانق، وفقًا لمسؤولين ودبلوماسيين يتابعون القضية.

وترى بلومبرج أن الخلاف بين مصر وتركيا الذي يتمحور حول النفط في دولة أوبك بمثابة اختبار للصداقة الجديدة بين البلدين.

Shares: