نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا عن عمليات إعادة الإعمار التي تقوم بها قوات حفتر في شرق ليبيا، لافتة إلى حرص سلطات الشرق على عدم ذكر تفاصيل التكلفة.
وقالت الصحيفة أنه في ليلة 10-11 سبتمبر 2023، أدى انفجار سدين مملوءين بكمية قياسية من المياه التي سكبتها العاصفة دانيال إلى تدمير جزء من مدينة درنة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 100 ألف نسمة، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 5923 شخصًا، وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، مشيرة إلى أنه لا يوجد حتى الآن عدد محدد للقتلى، حيث لا يزال هناك آلاف الأشخاص في عداد المفقودين.
وأشارت الصحيفة إلى ظهور مبان جديدة، إضافة إلى ترميم المباني المتضررة من الفيضانات، وعلى جانبي مجرى النهر الجاف، هناك فجوة كبيرة تقسم المدينة، وسيتم الانتهاء قريبًا من جسرين لمنع السكان من الانغماس مرة أخرى في وسط هذه الصدمة كل يوم.
وذكرت “لوموند” أن بلقاسم حفتر، هو الذي تولى مسؤولية صندوق التنمية والإعمار، الذي منحه البرلمان في بنغازي 10 مليارات دينار ليبي حوالي 1.9 مليون يورو، تحت مزاعم الإنفاق على مشاريع إعادة الإعمار في شرق ليبيا.
وأوضحت أن بلقاسم ذلك المهندس يحاول تقديم وجه تجاري واستثماري جديد للعائلة، وهو ما يتناقض مع السمات العسكرية لوالده واثنين من إخوته، صدام وخالد، الذين تم تعيينهما في مناصب قيادية دون أي مؤهلات أو الالتحاق بأي كلية عسكرية.
الصحيفة لفتت إلى بلقاسم أعلن الإثنين الماضي أمام جمع من المهندسين المجتمعين في المقر المحلي الجديد للصندوق، تقدم العمل في درنة، مقدرا اكتماله بنسبة 70%.
وصفت الصحيفة حال درنة والنهر الذي كان قلب المدينة النابض قبل عام، أما اليوم فقد دُفن شارع التسوق في هشيشا والمناطق المحيطة به تحت كتل من الأنقاض، مما أدى إلى محاصرة عدد لا يحصى من الجثث، ولا يزال الصمت الحزين يسود.
ونقلت “لوموند” تعليق المصواري، وهو أب وأستاذ بجامعة درنة، على عمليات الإعمار بأنه تم فتح الطرق، وفك الحواجز في المدينة، لكن ما زلنا بعيدين عن نسبة 70% التي أعلن عن تنفيذها.
وأعربت الأمم المتحدة عن خالص تعازيها لكل من فقدوا أحباءهم وتستحضر ذكرى الأرواح التي أُزهقت، وبينما لا يزال تأثير الكارثة على المجتمعات والأسر المتضررة عميقًا.
وبحسب بيان للبعثة الأممية، فإن تحديد 11 سبتمبر كيوم حداد وطني على درنة والمناطق المتضررة من الفيضانات يعبر عن الحزن العميق الذي يوحد الناس في ليبيا ويسلط الضوء على الحاجة المستمرة إلى الدعم المستدام للمتضررين.
واعتبرت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في ليبيا، جورجيت غانيون، أن ما عاشه الأهالي في درنة والمناطق المحيطة بها قبل عام أمر مأساوي لا يمكن وصفه بالكلمات؛ جميع الأسر المتضررة التي التقيت بها لا تزال تبكي ذويها ممن فقدوا أرواحهم.
وتعرضت مدينة درنة والمناطق المحيطة لأضرار فادحة وواسعة النطاق، حيث جرفت الفيضانات أحياء بأكملها ودمرت مدارس وأسواق وبنيات تحتية عامة، مؤدية في طريقها إلى مقتل واختفاء الآلاف من الأشخاص ونزوح آلاف آخرين من منازلهم.