نشرت صحيفة إندبندنت عربية تقريرا حو الأزمة المشتعلة في ليبيا بشأن الخلاف على رئيس مصرف ليبيا المركزي، وما نتج عن ذلك من إغلاق الحقول النفطية وتوقف إنتاجها.

وقالت الصحيفة في تقريرها إن الأزمة الليبية تعمقت على خلفية تواصل النزاع على رئاسة مصرف ليبيا المركزي واستمرار الإغلاقات النفطية منذ أغسطس الماضي، على رغم عمل القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستيفاني خوري على إنهاء هذه الإشكاليات.

وأضافت أن هذه التطورات تأتي في ظل فشل الأمم المتحدة في الذهاب بليبيا نحو انتخابات وطنية شاملة تنهي الانقسام السياسي والأمني الذي يتربص بالبلد منذ سقوط نظام الأسبق.

ونقلت الصحيفة دعوة وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، إلى تعيين مبعوث للأمم المتحدة إلى ليبيا في أسرع وقت ممكن، على خلفية مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي في العاصمة الروسية موسكو.

ويدعم المحلل السياسي أحمد المهداوي دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لسرعة تعيين مبعوث أممي إلى ليبيا، خاصة أن المشهد الليبي يلحظ حالة من الانسداد السياسي.

وقال المهداوي في تصريحات نقلتها الصحيفة، إن وتيرة الصراع في ليبيا زادت لدى تولي المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا عبدالله باتيلي الذي شهدت فترته حالة من الركود في الملف الليبي، مؤكداً أن القائمة بأعمال رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا ستيفاني خوري تسلك الطريق نفسه في إدارة الأزمة.

ورأى أن ستيفاني عاجزة تماما عن خلق حالة من الانفراج في العقدة الليبية رغم محاولاتها المتعددة لجمع الأطراف المتصارعة وتصريحاتها المتكررة لطرح فكرة لجنة حوار جديدة، موضحا أنها تجربة سبق وتم اعتمادها لكنها لم تجد أي نفع نظرا لتجاهلها بقية مكونات وعناصر الواقع الليبي وتركيزها فقط على التواصل مع أطراف الصراع.

وأكد المهداوي أن جميع الدلائل تشير إلى ضرورة تسمية مبعوث أممي جديد يكون قادرا على حل الأزمة لا إدارتها، وهذا الأمر يتطلب أن يحمل المبعوث الأممي الجديد استراتيجية واقعية تمتلك إدارة على أرض الواقع.

في المقابل، يرى المرشح لرئاسة الحكومة الليبية محمد المزوغي، أن الوضع الراهن في ليبيا لا يستعدي تعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا باعتباره ليس الحل الأمثل للخروج من الأزمة الحالية، إذ أثبتت التجارب السابقة للمبعوثين التسعة أن المدخلات التقليدية لم تؤد إلى مخرجات إيجابية، وهو ما يبين حاجة ليبيا الملحة إلى التركيز على تعزيز التوافق المحلي عبر توحيد المؤسسات الذي لا يمكن أن يكتمل إلا في ظل تشكيل حكومة أزمة جديدة موحدة تبسط سلطتها على كامل التراب الليبي.

وقال المزوغي في تصريحات نقلتها “إندبندنت عربية” إن الذهاب نحو حل ليبي – ليبي ممكن خصوصا إثر إعلان مجلس النواب عن فتح باب الترشح وتقدم مجموعة من المرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة مصحوبين بمشاريع وطنية لحل الأزمات والإشراف على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مرحلة موالية.

وأضاف أن المرشحين تحصلوا على تزكيات مسبقة من أعضاء الأعلى للدولة (غرب) وأعضاء مجلس النواب (شرق)، مما يؤكد التوافق بين الجسمين التشريعيين على أهمية تشكيل حكومة جديدة، وهو ما يدفع للخروج من القواعد النمطية والبحث عن حلول مبتكرة تتجاوز الأساليب التقليدية التي تعول على المجتمع الدولي لحل الأزمة الليبية عبر البعثة الأممية.

الاختصاصي في الشأن الليبي، حازم الرايس، اعتبر أن خوري ليست المحرك الرئيس للعملية السياسية في ليبيا، فالأمر متوقف على رغبة واشنطن في تحريك المياه السياسية الراكدة، أو تركها على حالها، ولكن يبدو أن الوجود الروسي في المنطقة أقلق أمريكا التي ستحرك كل أدواتها الدبلوماسية لإنهاء المراحل الانتقالية والذهاب نحو توحيد المؤسسة السياسية والعسكرية الليبية.

وتقود حاليا نائبة الممثل الخاص للشؤون السياسية القائمة أعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا ستيفاني خوري، مهام المبعوث الأممي عبدالله باتيلي الذي استقال منذ أبريل الماضي، بسبب تعثر مبادرته الخماسية مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة وقائد قوات الشرق خليفة حفتر والمجلس الرئاسي، التي كانت ترنو إلى حلحلة العقبات التي حالت دون إجراء انتخابات 2021.

Shares: