قالت صحيفة العرب اللندنية في إصدارها الناطق بالإنجليزية، إن التحقيق في مقتل مهرب البشر والوقود عبد الرحمن ميلاد البيدجا يمثل اختبارًا لسيادة القانون في ليبيا.
وأضافت الصحيفة، أن مقتل البيدجا يثير مخاوف بشأن عدم الاستقرار السياسي في ليبيا، وتأثيره على عمليات مراقبة الحدود الأوروبية.
وأشارت إلى أن صراعات القوة بين الميليشيات والجريمة المنظمة والتنافسات السياسية سيكون لها أثر سلبي مباشر على أمن واستقرار ليبيا.
وأوضحت الصحفية، أن البيدجا كان سيء السمعة ومتورط في عمليات الاتجار بالبشر، ومقتله يظهر كيف أن المشهد السياسي الليبي فوضوي بصورة قاسية.
وتابعت أن مقتل البيدجا لفت الانتباه المتجدد إلى التقاطعات بين الميليشيات المتنافسة في البلاد، وشبكات الجريمة المنظمة، والمؤسسات الحكومية الضعيفة، ويثير تساؤلات حول الآثار الأوسع على أمن الحدود الأوروبية.
وقالت العرب اللندنية إن مقتل البيدجا تذكير صارخ لأوروبا بأن استعانتها بالميليشيات والعناصر الخارجية للسيطرة على الحدود، أشبه بالسير على الرمال المتحركة.
ورأت الصحيفة، أن نهاية البيدجا العنيفة تتويج لمسيرة طويلة مثيرة للجدل، أصبحت رمزا للفوضى والفساد التي ابتيلت بها ليبيا منذ نكبة فبراير عام 2011.
وقتل البيدجا بالرصاص أثناء وجوده في سيارته بمنطقة غربي طرابلس، وأظهرت لقطات عبر الإنترنت سيارة تويوتا لاند كروزر بيضاء اللون وعليها آثار رصاص على جانبها.
البيدجا كان يقود وحدة خفر السواحل في غرب ليبيا، وفرضت عليه عقوبات من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بسبب اتهامات بالاتجار بالبشر، وسُجن لمدة ستة أشهر بين أكتوبر 2020 وأبريل 2021 بتهم الاتجار بالبشر وتهريب الوقود.
وكان ضابطا في خفر السواحل التابع لحكومة الدبيبة قبل ترقيته إلى رتبة آمر البحرية، لكنه واحد من أبرز وأخطر المهربين خاصةً في مدينة الزاوية، حيث اكتسب شهرة واسعة عابرة للحدود، بعد ارتكابه العديد من الانتهاكات بحق المهاجرين وتورطه في إغراق مراكبهم في عرض البحر فضلاً عن قيامه بعمليات تهريب النفط.
ويتزعم البيدجا ميليشيا مسلّحة تنشط في منطقة الزاوية، وهو مدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي.