في مشهد يعكس تصاعد المشاعر الوطنية وتنامي الرفض الشعبي للتدخلات الخارجية، شهد ميدان الجزائر في العاصمة الليبية طرابلس اليوم وقفة احتجاجية حاشدة نظمها عدد من المواطنين الليبيين.

رفع المتظاهرون شعارات تندد بالتواجد الأجنبي على الأراضي الليبية، حاملين صوراً لرمز المقاومة الليبية ضد الاستعمار الإيطالي، أسد الصحراء وشيخ المجاهدين عمر المختار.

وفي بيان أصدره المحتجون، استحضروا الشهيد عمر المختار، واصفين إياه بـ”شيخ الشهداء وأسد الصحراء”، مؤكدين أنه لم يكن مجرد شيخ عادي، بل رمزاً للشعب الليبي في رفض المحتل والدفاع عن الأرض الليبية.

وأضاف البيان: “نحن الشعب الليبي الحر السيد فوق أرضه، أبناء وأحفاد المجاهدين الذين ارتوت دماؤهم بالأراضي الليبية.”

وعبر المتظاهرون عن رفضهم القاطع لما وصفوه بـ”الوصاية الدولية”، مؤكدين عدم اعترافهم بأي اتفاقيات دولية رسمية سمحت بدخول القوات الأجنبية والمرتزقة وأجازت تواجدها العسكري على الأراضي الليبية.

وشددوا على أن هذا التواجد يتعارض مع إرادة الشعب الليبي، صاحب القرار الأصيل في تقرير مصير بلاده.

وطالب المحتجون بضرورة خروج جميع القوات الأجنبية والعربية والمرتزقة من ليبيا، داعين المجتمع الدولي إلى الوفاء بالتزاماته وفق مقررات مؤتمري برلين الأول والثاني، والتي نصت على إنهاء التواجد العسكري الأجنبي في البلاد.

كما سلط المتظاهرون الضوء على الأزمات الداخلية التي تعصف بليبيا، مشيرين إلى تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار وانهيار قيمة الدينار الليبي.

وعبروا عن استيائهم من استمرار الصراع السياسي الذي وصفوه بـ”العقيم”، والذي أدى – حسب قولهم – إلى تهديد مستقبل ليبيا وإعادتها عشرات السنين إلى الوراء.

وحذر المحتجون من خطورة الوضع الراهن، قائلين إن البلاد أصبحت “رهينة وأطماع لدول استعمارية”، مشيرين إلى تمركز قوات أجنبية في القواعد العسكرية الليبية، والتي وصفوها بأنها أصبحت “مرتعاً للمرتزقة والمخابرات الأجنبية”.

كما أعربوا عن قلقهم من محاولات الاستيلاء على الثروات النفطية والغازية والمعدنية الليبية.

وفي إشارة إلى البعد الإقليمي للأزمة، اتهم المتظاهرون بعض القوى الأجنبية بمحاولة تنفيذ ما وصفوه بـ”المخطط الصهيوني لشرق أوسط جديد” على حساب السيادة الليبية.

وتشهد ليبيا منذ أحداث 17 فبراير عام 2011 حالة من التناحر السياسي والتكالب على ثروات ليبيا دون النظر إلى أحوال الليبيين الذين يعانون الويلات، حتى أصبحت البلاد مطمعا لكل الدول المجاورة.

Shares: