كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقرير عن الوضع المعقد والغامض في ليبيا بعد مرور عام على الكارثة التي ضربت مدينة درنة في سبتمبر 2023.
يسلط التقرير الضوء على التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها البلاد، مشيراً إلى أن الصراعات الخفية والمصالح المتضاربة تلعب دوراً رئيسياً في تشكيل المشهد الليبي الراهن.
وفقاً للتقرير، شهدت ليبيا في الأشهر الأخيرة تحولات اقتصادية كبيرة، تميزت بصفقات سرية وتحويلات ضخمة في السوق السوداء، بالإضافة إلى استمرار عمليات التهريب غير المشروعة.
وقد أدت الأزمة التي يعاني منها مصرف ليبيا المركزي إلى شلل شبه تام في الاقتصاد، مما أثار مخاوف جديدة من تجدد الصراع في البلاد.
يشير التقرير إلى أن جوهر النزاع في ليبيا يدور حول السيطرة على عائدات النفط، خاصة وأن البلاد تمتلك أكبر احتياطيات نفطية في القارة الأفريقية.
وتبرز الخلافات بين رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة والمواطن الأمريكي خليفة حفتر كعامل رئيسي في تأجيج هذه الأزمات.
يوضح التقرير أن حفتر قد نجح في إقامة علاقات وثيقة مع قوى أجنبية، مثل روسيا والإمارات، بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة عام 2020. ومع ذلك، يبقى السلام في ليبيا هشاً وغير مستقر، حيث يواصل كل من الدبيبة وحفتر صراعهما بوسائل مختلفة.
تصف الصحيفة الأمريكية ليبيا بأنها ممزقة بين كيانين سياسيين متنافسين ومجموعة من الجماعات المسلحة. وقد برز دور الدبيبة وحفتر كمتنافسين رئيسيين على النفوذ في مؤسسات الدولة الحيوية، مثل المصرف المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط.
ينقل التقرير عن الباحث الألماني في الشؤون الليبية، ولفرام لاخر، قوله إن “وصول حفتر إلى الأموال يهدد بشكل كبير زعزعة واستقرار وتوازن القوى”.
كما يشير إلى أن صدام حفتر، نجل خليفة حفتر، قد أخبر المقربين منه عن مساعٍ لتأليب المجموعات في غرب البلاد ضد بعضها البعض، وشراء ولاء قادة المجموعات المسلحة.
يختتم التقرير بالإشارة إلى أن التعقيدات السياسية في ليبيا تخفي وراءها إحباطات العديد من الليبيين الذين يتوقون إلى درجة من الاستقرار السياسي. فرغم الصراعات والمصالح المتضاربة للقوى المختلفة، يبقى الأمل في تحقيق الاستقرار والتنمية هو الهاجس الأكبر للشعب الليبي.
يقدم تقرير واشنطن بوست صورة شاملة عن الوضع المعقد في ليبيا، مسلطاً الضوء على التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها البلاد.
ويبرز التقرير كيف أن الصراعات على السلطة والموارد، إلى جانب التدخلات الخارجية، تستمر في تشكيل مستقبل ليبيا، في حين يتطلع الشعب الليبي إلى تحقيق الاستقرار والتنمية المنشودة.