أفاد تقرير لموقع أفريكا إنتليجنس، الاستخباراتي الفرنسي بأن رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، فرحات بن قدارة، تجنب الظهور في ظل الأزمة السياسية والمالية العميقة التي تمر بها بلاده منذ منتصف أغسطس.
وأوضح التقرير، أن بن قدارة اختفى عن الأنظار بعدما أعلن رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي عن تعيين محافظ جديد للصرف المركزي الليبي.
وبحسب التقرير، سافر بن قدارة إلى دبي ثم هبط في الولايات المتحدة الأمريكية، ومع دعم واشنطن لتشكيل حكومة جديدة في ليبيا، فإن الرجل الذي كان هو نفسه محافظًا للمركزي الليبي من عام 2006 إلى عام 2011 قد يلعب بورقته السياسية.
وكشف الموقع، أن غياب بن قدارة محسوس في طرابلس، حيث يكافح محافظ المركزي الجديد، عبد الفتاح عبد الغفار، لإثبات شرعيته، عندما قدم مشروعه للإدارة المصرف في 8 سبتمبر، كان عليه أن يكتفي بعضو مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، مسعود سليمان، الذي يعمل كممثل في غياب الرئيس التنفيذي.
واعتبر الموقع، أن بن قدارة ساهم في قلب التوترات بين معسكر حكومة الدبيبة والمنفي من جهة، والسلطات المتنافسة في الشرق، وهي رئيس حكومة البرلمان أسامة حماد و حفتر، مؤكدا أن النفط الليبي يشكل أحد المصادر الرئيسية للإيرادات المالية العامة، وهو شريان الحياة للصراع.
وذكر التقرير أن الدبيبة أيد تعيين بن قدارة في عام 2022، لكنه الآن يوبخه على قربه من حفتر، كما يلقي الدبيبة باللوم الآن على رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في انقطاع التيار الكهربائي الذي يؤثر حاليًا على الشبكة.
بعدما حذرت الشركة العامة للكهرباء من نقص الوقود في محطات الطاقة، وبحسب الموقع فإنه إذا تفاقم الوضع، سيخرج الناس إلى الشوارع للاحتجاج، وفي الوقت نفسه، يؤيد حفتر تعليق إنتاج النفط، بهدف الضغط على حكومة الدبيبة والمجتمع الدولي لمنع تنصيب مجلس إدارة شركة النفط الجديدة.
الموقع الفرنسي تحدث عن مواصلة بعض الآبار الإنتاج، مما مكن بعض الشركات التابعة لشركة النفط من الحفاظ على تدفقاتها النقدية، بما في ذلك شركة نفوسة للعمليات النفطية، التي تعمل في الشرق. وعلى العكس من ذلك، كانت الشركة الأكثر تضرراً هي شركة أكاكوس للعمليات النفطية. هذا المشروع المشترك بين مؤسسة النفط وتوتال إنرجيز وريبسول وأوم في وإكوينور يدير حقل الشرارة في حوض مرزق في جنوب غرب البلاد.
وفي ختام التقرير، قال الموقع إن الحفاظ على إنتاج النفط قد يمكّن بن قدارة من تقديم نفسه في الخارج باعتباره الضامن للاستقرار في نظر المجتمع الدولي، الذي يكافح من أجل حل الصراع الدائر حول أزمة إدارة المصرف المركزي.