أكد عصام حجي العالم المصري والباحث في علوم الفضاء والتغيرات المناخية، أن المخاطر التي تسببت في إعصار دانيال جاءت بسبب حوض درنة المرتفع عن البحر ٣٠٠ متر وشكلت عوامل التعرية ضغطا كبيرا أدى إلى اندفاع وقوة المياه.

وأضاف حجي خلال تصريحات تليفزيونية لفضائية “ليبيا الأحرار” أن التغيرات المناخية التي تمر بمنطقة شمال أفريقيا وفي مقدمتها ليبيا ومصر وشدة هطول الأمطار، هو ما أدى إلى زيادة القدرة التدميرية لهذه المياه.

وحذر من القول بإن الإعصار لن يتكرر إلا بعد سنوات طويلة، منبها إلى ضرورة توخي الحيطة والاستعداد جيدا خاصة في المدن الساحلية لأنها أكثر عرضه للعواصف المدمرة.
وقدر أن درنة تدمرت بنسبة ٦٦% وهي أعلى نسبة تدميرية عالمية لم تتعرض لها أي مدينة حول العالم، مؤكدا أن ماحدث في درنة ليس هو الأسوأ لكنه إنذار بسيناريو لن يتوقعه أحد.

وقال إن المدن الساحلية درنة وسوسة التونسية ومطروح المصرية ذات الشواطئ الرملية المنخفضة والموجودة في مصبات الوديان مهددة بحدوث أعاصير مثل دانيال، موضحا أنه يجب الاعتناء بالسدود وإجراء الصيانة اللازمة لها.

وأشار إلى أن أهم المشكلات التي تواجه المسؤولين في ليبيا عدم إيمانهم بالتغيرات المناخية، وبالتالي لا يوجد دعم حقيقي للمخاطر المناخية التي أودت بحياة آلالاف الأشخاص في درنة.

وأهاب بضرورة إنشاء منظومة رصد دقيقة للتغيرات المناخية، ويجب الدفع باستثمار في البحث العلمي لأننا في العصر الذي يغير فيه الإنسان المناخ.
وبحسب دراسة جديدة من كلية الهندسة بجامعة جنوب كاليفورنيا، قام بها حجي بالتعاون مع باحثين من معهد فيزياء الأرض بجامعة باريس، وجدت أن زيادة تآكل التربة بسبب التصحر تزيد من تأثيرات الفيضانات على المدن الساحلية في المنطقة العربية.

و ركز الباحثون دراستهم على الفيضانات المدمرة التي حدثت في مدينة درنة بليبيا في عام 2023، والتي أودت بحياة أكثر من 11,300 شخص وأظهرت كيف أن زيادة تآكل التربة ساهم بشكل كبير في الحصيلة الكارثية لهذه الفيضانات الصحراوية غير المعتادة.

نُشرت الدراسة في مجلة Nature Communication، بعد عام من حدوث الفيضانات القاتلة في 10 سبتمبر 2023.

فيما يعتقد المؤلفون المشاركون أن عملهم يسلط الضوء على تزايد الكوارث الطبيعية ذات الطبيعة المائية مثل العواصف والسيول والجفاف في المنطقة العربية نتيجة التغير المناخ والحاجة الملحة لبرامج مراقبة متقدمة لهذه الظواهر الممتدة بمساحة كل شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية باستخدام الأقمار الصناعية.

 

Shares: