في ظل التوترات المتصاعدة في ليبيا، تكثف مصر جهودها الدبلوماسية لتهدئة الأوضاع في جارتها الغربية، سعياً لحماية أمنها القومي وتجنب اندلاع حرب جديدة قد تهدد استقرار المنطقة بأكملها. هذا ما أكده اللواء محمد قشقوش، الخبير الأمني المصري، في تصريحات خاصة لجريدة “الدستور” المصرية.
قشقوش أوضح أن الأزمة الليبية، رغم كونها منفصلة عن قضايا الإقليم العربي الأخرى، إلا أنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن القومي المصري نظراً للحدود المشتركة بين البلدين.
وأضاف: “أي تخبط أو قلق أو عدم استقرار في ليبيا له تأثير مباشر على الدولة المصرية وأمنها القومي.”
وحدد الخبير الأمني القضية الرئيسية في ليبيا بأنها الازدواجية المستمرة بين الشرق والغرب، والتي امتدت لتشمل الجوانب الاقتصادية والعسكرية والأمنية.
وأشار إلى التصعيد الأخير من قبل الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، برئاسة أسامة حمّاد، والتي أعلنت حالة القوة القاهرة على جميع المنشآت النفطية، مما أدى إلى وقف إنتاج وتصدير النفط.
وفي ضوء هذه التطورات، دعا قشقوش إلى تكثيف جهود الوساطة الأممية والمصرية لإنهاء حالة الانقسام في ليبيا.
وشدد على ضرورة التوصل إلى توافق وطني يمهد الطريق لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية شفافة ونزيهة.
وأضاف: “رغم أن هذا لن يحدث بين يوم وليلة، إلا أنه يجب أن تسير جولات الحوار نحو حل رئيسي يساهم في توحيد ليبيا كدولة ذات سيادة.”
وفي ختام تصريحاته، أكد الخبير الأمني أن مصر تبذل جهوداً حثيثة ومستمرة لمنع تجدد الاشتباكات المسلحة داخل ليبيا.
وأوضح أن القاهرة تعمل على احتواء التصعيد الحالي وتشجع على إيجاد حل ليبي-ليبي بتوافق بين جميع الأطراف والقوى الليبية.