قالت منصة الطاقة المتخصصة إن مصفاة نفط إيطالية اضطرت إلى البحث عن إمدادات خام بديلة، نتيجة تعليق صادرات النفط الليبية، بسبب تزايد حدة الاضطرابات مؤخرًا.
وأضافت المنصة التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، أن مصفاة فالكونارا (Falconara) عانت من اضطرابات في الإمدادات جراء المستجدات الأخيرة الحاصلة في ليبيا وكذلك العراق؛ ما دفعها إلى التفكير في توسيع مصادر حصولها على الخام اللازم لتشغيل عملياتها التجارية.
وأشارت إلى أن مصفاة نفط فالكونارا لم تتلق منذ النصف الثاني من يوليو الماضي سوى 6 شحنات من أنواع خام مختلفة، وفق معلومات طالعتها المنصة.
وأوضحت أن صادرات النفط من موانئ ليبيا الرئيسة توقفت نتيحة أحدث جولة من القلاقل السياسية في البلد العضو في منظمة أوبك، التي تستأثر بما نسبته 1% من إنتاج الخام العالمي.
وتوسّع شركة تكرير النفط الإيطالية إيه بي آي (API) مزيج الخام المستعمَل في مصفاة نفط فالكونارا التابعة لها البالغة سعتها 83 ألف برميل يوميًا، منضمةً بذلك إلى مشغلين آخرين في منطقة البحر المتوسط في البحث عن نوعيات خام جديدة بسبب الاضطرابات السياسية التي تموج بها عدد من بلدان الشرق الأوسط، وفق ما أورده موقعه آرغوس ميديا (argus media).
ولفتت المنصة أن مصفاة نفط فالكونارا مستورد رئيس لخام كركوك العراقي خلال المدة من عام 2019 إلى 2023، قبل أن يؤدي الخلاف بين حكومة كردستان العراق وتركيا إلى وقف الصادرات.
وفي عام 2022 تلقت فالكونارا 33 شحنة نفطية، من بينها 28 من خام كركوك، واستقبلت المصفاة 75 ألف برميل يوميًا خلال شهر أغسطس الماضي، ارتفاعًا من 50 ألف برميل يوميًا في شهر يوليو، بحسب أرقام آرغوس.
وتلقت المصفاة 35 ألف برميل يوميًا من الخام العربي الخفيف و40 ألف برميل يوميًا من الخام الليبي، مقسمة بين الخام المُنتَج من حقلي السدر والسرير، علمًا بأن الأخير يُسهِم للمرة الأولى في عمليات فالكونارا خلال 8 أعوام.
وقالت المنصة إن شركات تكرير إقليمية أخرى غيرت مصادر الخام الذي تحصل عليه، أمثال ساراس (Saras) الإيطالية التي استوردت أول شحنةٍ من الخام الأذربيجاني الخفيف منذ فبراير (2022)، مع توقف بدائل الخام الليبي الحلو الخفيف جراء الصراع الدائر في البلد الواقع شمال أفريقيا.
وربما تحصل ساراس على أنواع خام مختلفة مع انتقال ملكيتها إلى شركة فيتول (Vitol) الهولندية لتجارة الطاقة والسلع، بعدما زوّدت شركة ترافيغورا (Trafigura) لتجارة السلع الأولية المصفاة بكميات كبيرة من خام غرب تكساس الوسيط.
واضطرت شركة موتور أويل هيلاس (Motor Oil Hellas) اليونانية إلى إيجاد بديلٍ لشحنةٍ تلامس مليون برميل من خام البصرة المتوسط، بعد أن تعرّضت لهجوم في البحر الأحمر خلال توجهها إلى مصفاة كورينث (Corinth) البالغة سعتها الإنتاجية 180 ألف برميل يوميًا.
وحصلت شركة موتور أويل هيلاس على أول شحنةٍ من خام يونيتي غولد (Unity Gold) الغاياني.
كما غيّرت هيلينك إنرجي (Helleniq Energy) اليونانية مزيج الخام لديها في ظل غياب خام كركوك، وخام الأورال الروسي الخاضع لعقوبات غربية، وتسلمت الشركة أولى شحناتها من الخام الغاياني، والخام الإيفوراي، وأبرمت صفقة مع العراق للحصول على خام البصرة.
وتعزّز شركة ريبسول (Repsol) الإسبانية شحناتها من الخام الفنزويلي الثقيل في ظل رفع العقوبات المفروضة على كاراكاس، كما زادت مصفاة تريكاتي (Trecate) شحناتها من الخام النيجيري كوا إيبوي (Qua Iboe).
ولامست واردات إيطاليا من النفط الخام المنقول بحرًا -باستثناء محطة ترييستي (Trieste) الشمالية الشرقية- قرابة 1.13 مليون برميل يوميًا في أغسطس الماضي، مسجلةً أعلى مستوى في 4 أشهر، وارتفاعًا من 1.06 مليون برميل يوميا في يوليو 2024، وفق تقديرات آرغوس.
وللشهر الـ7 على التوالي، مثّل مزيج الخام الأذربيجاني بي تي سي (BTC) والخام الليبي أكبر واردات إيطاليا النفطية؛ إذ سجلا 205 آلاف برميل يوميًا و195 ألف برميل يوميًا على الترتيب.
كما شكل الخام النيجيري ومزيج سي بي سي (CPC) المشتقّ أساسًا من الحقول في قازاخستان حصةً تُقدّر بـ125 ألف برميل يوميًا لكل منها، في واردات إيطاليا من الخام، مقابل 115 ألف برميل يوميًا للخام العربي الخفيف.
وهبطت صادرات النفط الليبية بنحو 81% الأسبوع الماضي، بعد أن ألغت المؤسسة الوطنية للنفط الشحنات المصدرة في ظل أزمة بشأن السيطرة على البنك المركزي الليبي وإيرادات النفط، وفق أرقام كبلر التي حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
واندلعت المواجهات في أغسطس 2024 حينما تحركت الفصائل الليبية غرب البلاد للإطاحة بمحافظ البنك المركزي؛ ما دفع الفصائل المتمركزة في شرق البلاد إلى غلق جميع منشآت إنتاج النفط.
ولامست شحنات الخام في الموانئ الليبية 194 ألف برميل يوميًا في المتوسط الأسبوع الماضي، تراجعًا بنحو 81% من أكثر من مليون برميل يوميًا في الأسبوع السابق، بحسب بيانات كبلر.
ورغم أن الهيئتين التشريعيتين في ليبيا قد أعلنتا الأسبوع الماضي توصلهما إلى اتفاق بشأن تعيين محافظ للبنك المركزي بالتوافق خلال 30 يومًا، فإن الوضع ما يزال غامضًا ويكتنفه عدم اليقين.