المنظمة الدولية للهجرة كشفت خلال تقرير حديث صادر عنها عن ارتفاع ملحوظ في عدد المهاجرين المقيمين في ليبيا، حيث بلغ إجمالي عددهم 761,322 شخصًا حتى يوليو 2024، موزعين على 100 بلدية في أنحاء البلاد.

التقرير أشار إلى زيادة بنسبة 5% مقارنة بالفترات السابقة، مؤكدًا استمرار اتجاه النمو الذي بدأ في ديسمبر 2023.

وتعزى هذه الزيادة جزئيًا إلى التدفق المستمر للمواطنين السودانيين، خاصة في منطقة الكفرة، نتيجة للصراع الدائر في السودان.

وتشكل أربع دول أفريقية مجاورة – النيجر والسودان ومصر وتشاد – مصدر غالبية المهاجرين، حيث يمثلون 80% من إجمالي السكان.

التقرير أوضح أن 54% من المهاجرين يتركزون في الجزء الغربي من البلاد، و33% في الشرق، و13% في الجنوب.

وتعد طرابلس ومصراتة وبنغازي والزاوية أبرز مدن الوجهة الرئيسية للمهاجرين، حيث تجتذبهم فرص العمل في قطاعات البناء والنفط والتجارة والزراعة.

وسلط التقرير الضوء على التحديات الكبيرة التي يواجهها المهاجرون، بما في ذلك محدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل مياه الشرب والرعاية الصحية والتعليم.

ففي الكفرة، أفاد 95% من المهاجرين بمحدودية أو انعدام قدرتهم على الوصول إلى الخدمات الصحية، وهي نسبة أعلى بكثير من المناطق الأخرى في البلاد.

كما يشكل الأمن مصدر قلق كبير للمهاجرين، خاصة في المناطق الحدودية، حيث أبلغ 32% منهم عن مخاوف أمنية في الكفرة، مقارنة بـ 21% في مناطق أخرى.

وغالبًا ما تكون ظروف العمل محفوفة بالمخاطر، مع انتشار الوظائف غير الرسمية في قطاعات عالية الخطورة.

التقرير خلص إلى أن 83% من المهاجرين في ليبيا انتقلوا لأسباب اقتصادية، في حين أن 43% منهم ليس لديهم نوايا واضحة بشأن مستقبلهم، وأعربت أقلية فقط (12%) عن رغبتها في العودة إلى بلدانهم الأصلية.

وحذرت المنظمة الدولية للهجرة من أن الزيادة في أعداد المهاجرين تفرض ضغوطًا كبيرة على البنية التحتية والخدمات المحلية، مشيرة إلى ضرورة إجراء تدخلات فورية لتحسين ظروف الاستقبال وتوفير المساعدة الإنسانية الكافية، وذلك لتجنب مخاطر التوترات الاجتماعية وعدم الاستقرار التي قد تهدد سلامة ورفاهية المهاجرين والمجتمعات المحلية على حد سواء.

Shares: