قالت صحيفة العربي الجديد إن خليفة حفتر يكثف من تحركاته في أقصى الجنوب الليبي مؤخرا، بنشر المزيد من أرتال مليشياته على الحدود الجنوبية لتعزيز سيطرته، وإطلاق برامج تنموية ضمن ملف إعادة الإعمار، وتوجيه العديد من الزيارات المتبادلة بين قيادات في معسكره ومسؤولين من النيجر.
الصحيفة أشارت إلى أن حفتر أطلق الخميس الماضي، من مدينة سبها كبرى مناطق الجنوب الليبي مؤتمر الإعمار الأول في الجنوب، بمشاركة نجليه بلقاسم وصدام، اللذين دشنا في الوقت نفسه خططاً لحزمة من المشاريع الإنمائية والخدمية في عدة مناطق بالجنوب من خلال أجهزة الإعمار التابعة لهما.
وترى الصحيفة أن هذا النشاط الجديد لمليشيات حفتر جاء بعد أسابيع من إعلانها نقل أرتال إلى أقصى الجنوب الغربي بمزاعم ضمان الأمن على طول الحدود ولمواجهة الأوضاع غير المستقرة في البلدان المجاورة، لافتة إلى زيارتين أجراهما صدام إلى النيجر، آخرها نهاية الأسبوع الماضي، تخللتهما زيارة أجراها وزير الداخلية النيجري الجنرال محمد توما إلى بنغازي منتصف الشهر الماضي.
ورغم أن الهدف المعلن من جانب حفتر هو إعمار الجنوب، إلا أن الخبير الأمني، عادل عبد الكافي، أكد أن الحدث الأهم في أنشطة حفتر في الجنوب الليبي هو تحركاته العسكرية الحثيثة لتعزيز سيطرته على مناطق الجنوب.
وقال عبد الكافي في تصريحات نقلتها العربي الجديد، إن العملية العسكرية التي أجرتها مليشيا 128، أقوى مليشيات حفتر بالجنوب، في جبال كالنجا، منتصف الشهر الماضي، هدفت للسيطرة على هذه الجبال الغنية بحقول الذهب.
ووفقا لعبد الكافي، فإن حفتر سيدفع بالقوات البرية التي يقودها نجله صدام نحو قاعدة الماداما التي تقع بعد الحدود النيجرية مباشرة للوجود فيها لتأمين سبل أقل جهداً وأكثر سرعة في نقل المعدات والأسلحة الروسية عبر الجو من قاعدة الجفرة إلى الماداما أولى القواعد داخل النيجر.
وأضاف أن مشروع روسيا في منطقة الجنوب الليبي والنيجر يحقق لها العديد من الأهداف، كالحصول على مصادر لتمويل مشروعها من خلال أنشطة التهريب والتنقيب عن الذهب، وكذلك السيطرة على ممرات الهجرة غير النظامية لاستخدامها كورقة لتهديد السواحل الأوروبية الجنوبية، وكذلك الاستحواذ على مواقع الطاقة لخنق أوروبا بحرمانها من النفط والغاز الليبي.
ويقترب أستاذ العلاقات الدولية رمضان النفاتي من رأي عبد الكافي في تعويل روسيا على حفتر في تنفيذ مشروعها كبوابة للتمدد نحو العمق الأفريقي، خصوصا في ظل ظروف تراجع النفوذ الأمريكي والفرنسي في عدة دول أفريقية استطاعت روسيا تغيير أنظمتها الحليفة للأميركيين والفرنسيين بأنظمة عسكرية موالية لها، إلا أنه في الوقت نفسه أكد وعي واشنطن وحلفائها الأوروبيين بالمشروع الروسي وقدرتهم على لجمه.
ورأى النفاتي، في تصريحات نقلتها العربي الجديد، أن تحركات حفتر العسكرية في الجنوب الغربي قد تقف موسكو في ظلها وتستفيد منها في تحقيق أجزاء من تفكيرها في بناء فيلق عسكري، لكن تحرك حفتر نحو الجنوب لتنفيذ مشاريع إنماء وخدمات قد تكون وراءه عدة دوافع منها أن تكون ستاراً للحصول على المزيد من الأموال بعد أن تحصل على كميات كبيرة منها عبر مشاريع شبيهة في بنغازي ودرنة، خصوصا أنه ضمن المنافسين الأساسيين في أزمة المصرف المركزي الحالية ويملك أوراق ضغط قوية مثل وقف إنتاج النفط لتمكين شخصية موالية له في منصب محافظ المصرف.