في تطورات مثيرة للجدل، كشفت وكالة “نوفا الإيطالية” عن تبادل اتهامات حاد بين مليشيات الدعم السريع والجيش السوداني، حيث اتهمت كل من الطرفين الآخر بتجنيد مرتزقة ليبيين عبر تشاد لدعم جهوده في الصراع الدائر.
التقرير أكد أن شكوى مقدمة من إبراهيم مخير عضو المكتب الاستشاري لقائد مليشيات قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو وذلك خلال مقابلة مع موقع “إرم نيوز” الإماراتي.
المخير زعم إن الجيش السوداني بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان يحاول الحصول على الأسلحة بأي ثمن للتعويض عن النقص في المعدات.
وبحسب ما ورد، فإن “في منطقة الفاشر، هناك اتصالات مستمرة بين المخابرات السودانية والحركات الإرهابية، مثل بوكو حرام، لتجنيد مقاتلين من ليبيا عبر تشاد”. على حد زعم التقرير.
كما اتهمت قوات الدعم السريع حكومة البرهان بالسعي للحصول على أسلحة من جميع المصادر بعد سقوط مصانع الأسلحة الرئيسية في الخرطوم، والمعروفة باسم اليرموك، تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وهذه المصانع، وهي من أكبر المصانع في أفريقيا، تم تطويرها بدعم إيراني خلال نظام الرئيس السابق عمر البشير.
وأكد مخير أن قوات الدعم السريع تسيطر بشكل شبه كامل على إقليم دارفور، باستثناء بعض المناطق في الفاشر عاصمة الإقليم.
التقرير أكد اتهام قوات البرهان باستخدام المواطنين كرهائن ودروع بشرية بعد انسحابها من مراكزها الاستراتيجية وسط الفاشر.
ويستمر القتال في منطقة الفاشر، ويبدو أن البرهان لا يزال يأمل في كسر الحصار حول آخر معاقل المدينة المتبقية. ويعرض هذا الوضع اللاجئين أيضاً لمخاطر الترحيل الجسيمة.
وفي أغسطس رفض الفريق البرهان المشاركة في محادثات السلام مع قوات الدعم السريع جنيف، معلناً أنه مستعد “للقتال لمدة 100 عام” بدلاً من التفاوض.
وفي سياق معاكس، نشرت صفحات سودانية بطاقات تعريفية تؤكد وجود مرتزقة ليبيين يقاتلون في السودان إلى جانب مليشيا الدعم السريع بقيادة حميدتي.
وجاء ذلك بعدما حاولت مليشيا الدعم السريع اجتياح مدينة الفاشر السودانية من جميع الجهات، مدعومة بمرتزقة ليبيين.
الهجوم بدأ بقصف مدفعي كثيف تبعه هجوم بري، لكن الجيش السوداني نجح في صد الهجوم بعد اشتباكات عنيفة استمرت لأكثر من 6 ساعات، وتم قتل العديد من المهاجمين.
وعقب فشل الهجوم البري، لجأت المليشيا إلى قصف مدفعي مكثف من خارج المدينة، مستهدفة مراكز إيواء النازحين والمستشفيات.
كما قال الصحفي السوداني الصادق الرزيقي، إن هناك اتهامات موثقة من السلطة في الخرطوم تؤكد تورط المواطن الأمريكي خليفة حفتر ومعه الإمارات في دعم قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
الرزيقي أشار في تصريح نقلها موقع “أصوات مغاربية”، إلى تزايد وتيرة الدعم المقدم لقوات حميدتي في الفترة الأخيرة، وخصوصاً في ظل وجود معلومات تؤكد تورط أطراف إقليمية بينها تشاد وإفريقيا الوسطى إضافة إلى مليشيات حفتر في ليبيا.
وحول الزيارتين اللتين أجراهما رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وحميدتي إلى طرابلس في فبراير الماضي، قال الرزيقي إن الخرطوم لديها تمثيل دبلوماسي في طرابلس يقوده أحد القادة العسكريين السابقين وهو ذو علاقة وثيقة بالبرهان ما يدل على أهمية العلاقة مع طرابلس بالنسبة للسودان.
الرزيقي رجح أن تكون زيارة حميدتي لطرابلس قد جاءت في إطار مبادرة للوساطة بين الطرفين، متابعا: قد تكون مبادرة ليبية صرفة أو مبادرة ليبية تركية، واصفا إياها بأنها زيارة يتيمة ربما لن تتكرر لعدم وجود مصالح تجمع الطرفين.
وقال مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس، في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي، إن قوات اللواء 106 التابعة لخالد حفتر متورطة في إمداد شحنات الذخائر ومدافع الهاون لـ”ميليشيا الدعم السريع” عبر مدينة الكفرة الحدودية.