أكد عبدالوهاب البسكيري المحلل السياسي أن التقارب بين مصر وتركيا سيلقي بظلاله على المشهد الليبي، لافتا إلى استنجاد حكومة طرابلس بأنقرة إبان الهجوم الذي شنه المواطن الأمريكي خليفة حفتر عليها في 2019,.
وأشار إلى أن تركيا لديها مصالح كبيرة في البحر المتوسط خصوصا في شرقه وتسعى بأن يكون لديها تأثيرات سياسية بقوتها الناعمة واقتصادها الصاعد وكذلك تطورها العسكري، وقد منحتها حكومة السراج فرصتها لتحقيق ذلك.
وأضاف البسيكري خلال تصريحات تليفزيونية لفضائية “فبراير” أن تركيا دافعت عن حكومة السراج في مواجهة حفتر وفي المقابل تحصلت على خط بحري، عطل الاتفاقية التي كانت وقعتها مع مصر وعدة دول أخرى.
وأوضح أن أنقرة حولت اتفاقها مع السراج بشأن الخط البحري إلى مذكرة تفاهم بحرية سجلتها في الأمم المتحدة وأصبحت أداتها التي تناكف بها مصر واليونان وكل الدول التي تتنازع على غاز المتوسط.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، علق خلال كلمته، في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته إلى أنقرة والتي تعد الأولى له منذ توليه السلطة في مصر عام 2014، على الأوضاع الحالية في ليبيا.
وأكد الرئيس السيسي أنه تبادل وجهات النظر مع نظيره التركي حول الأزمة الليبية، واتفقا على التشاور بين مؤسسات البلدين لتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا.
وقال الرئيس المصري أنه والرئيس التركي أكدا أهمية طي صفحة الأزمة الليبية الممتدة منذ 2011، من خلال عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالتزامن.
ودعا الرئيسان إلى خروج القوات الأجنبية غير المشروعة والمرتزقة من ليبيا، وإنهاء ظاهرة الميليشيات المسلحة، حتى يتسنى للبلاد إنهاء مظاهر الانقسام، وتحقيق الأمن والاستقرار للشعب الشقيق.
السيسي أشار أيضا إلى مناقشة الأوضاع في سوريا والتطلع إلى التوصل لحل لتلك الأزمة، مرحبا بمساعى التقارب بين تركيا وسوريا من أجل تحقيق الحل السياسي، ورفع المعاناة عن الشعب السوري، وفقا لقرار مجلس الأمن في هذا الشأن.
استعرض الرئيسان المصري والتركي خلال مباحثاتهما الأزمة في السودان، وجهود مصر بالتعاون مع مختلف الأطراف لوقف إطلاق النار وتغليب الحل السياسي.
كما تطرقا إلى الأوضاع في القرن الإفريقى، خاصة الصومال، حيث اتفقنا على ضرورة الحفاظ على وحدة الصومال وسيادته وسلامة أراضيه ضد التهديدات التي تواجهه.
ويرى مراقبون أن تقارب مصر وتركيا بمثابة توحيد للسلطتين النافذتين في ليبيا؛ فالقاهرة معروفة بدعمها لمعسكر الشرق الليبي، وأنقرة تدعم ما تعتبره شرعية دولية في غرب البلاد، فهل يمكن للعلاقات الثنائية التي تصل لمرحلة الترفيع أن تكتب سطر ختاميا للمرحلة الانتقالية وتتجه بليبيا إلى الاستقرار وتوحيد مؤسساتها السياسية والعسكرية، سؤال تُترك إجابته للمستقبل القريب