أفاد خالد الفاضلي، مدير إدارة البحوث والدراسات بالمركز الوطني للأرصاد الجوية، بأن ليبيا سجلت أرقامًا قياسية في ارتفاع درجات الحرارة الشهر الماضي منذ عام 1948.

أوضح الفاضلي خلال تصريحات تليفزيونية لفضائية “ليبيا الأحرار” أن هذه التغيرات أدت إلى تكون سحب مدارية خطيرة، مما دفع بالمركز الوطني للأرصاد إلى رفع مستوى الاستعدادات لمواجهة المفاجآت التي تسببها الظروف المناخية الجديدة.

وأهاب بضرورة صيانة جميع السدود الموجودة في المنطقة الصفراء، نظرًا لحاجتها الماسة إلى إجراء تصليحات ضرورية. وبخصوص سدود وادي درنة، تم استبعاد سدين، بينما لا يزال الثالث في المنطقة الخطرة.

وصرح الفاضلي بأنهم يعملون على إصدار نشرات دورية حول حالة السدود، خاصة في درنة، لتكون بمثابة إنذارات مبكرة لتجنب تكرار كارثة العام الماضي.

وقال إن ليبيا تعتبر بؤرة ساخنة للتغيرات المناخية، وتصنف في المنطقة البرتقالية، وهي المنطقة الأكثر عرضة للتأثر بالتغيرات المناخية في حوض البحر المتوسط وشمال إفريقيا.

وأهاب بضرورة تحرك ليبيا على المستويين الإقليمي والدولي لدرء الآثار الناجمة عن هذه التغيرات المناخية غير المسبوقة، داعيًا إلى تعزيز البنية التحتية للمركز الوطني للأرصاد وتزويده بأجهزة رادار حديثة للتنبؤ بالطقس بدقة.

وفي وقت سابق أعلنت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين، إنجاز ما يقارب 98% من ملفات أسر ضحايا الفيضانات التي ضربت مدينة درنة.

رئيس الهيئة كمال السيوي كشف في تصريحات صحفية، عن تفاصيل العمل على هذا الملف الإنساني الحساس.

وأوضح السيوي أن عمل الهيئة تركز على محورين رئيسيين: الأول يتعلق بفتح ملفات للضحايا بناءً على بلاغات ذويهم، والثاني يتمثل في مواجهة تحدي عدم تمكن بعض الأسر من فتح ملفات بسبب عدم تواجدهم في المناطق المتضررة.

وأشار إلى التزامهم بالقوائم الرسمية الواردة من مكتب النائب العام والنيابة، مؤكداً أن الهيئة قامت بجمع عينات الحمض النووي من جميع الجثامين التي تم انتشالها، سواء من الأودية أو البحر أو داخل الأحياء السكنية.
وضرب إعصار دانيال مدينة درنة في العاشر من سبتمبر الماضي مخلفا دمارا غير مسبوق في الأملاك، وفقدا في الأرواح لم تعتده ليبيا جراء الكوارث الطبيعية. إلا أن الكارثة الكبرى التي سببها الإعصار كانت في اليوم التالي يوم الحادي عشر من سبتمبر 2023 عندما أدت المياه المتجمعة بسبب الإعصار إلى انهيار سدَّي مدينة درنة، الذي نتج عنه فيضان كان أشبه بالتسونامي. فيضان وصل ارتفاعه عشرات الأمتار على الأقل، كان ولا يزال استيعاب حيثياته وطبيعته يفوقان قدرات الغالبية على الإدراك أو التخيّل.

Shares: