كشفت مصادر ملاحية وبيانات تتبع السفن عن استعدادات جارية في ميناء مرسى البريقة الليبي الشرقي لتصدير شحنة من النفط الخام، وذلك على الرغم من الحصار النفطي المفروض منذ أواخر أغسطس الماضي.
هذه الخطوة تثير تساؤلات حول فعالية الحصار وتداعياته على قطاع النفط الليبي.
شحنة تقدر بـ 600 ألف برميل من خام البريقة
وفقًا للمعلومات المتاحة، ترسو الناقلة “فرونت جاغوار”، المستأجرة من قبل شركة إكسون موبيل، في الميناء استعدادًا لتحميل شحنة تقدر بـ 600 ألف برميل من خام البريقة. إذا تمت هذه العملية، ستكون أول شحنة تصدر من أحد الموانئ الخمسة الشرقية في ليبيا منذ الأول من سبتمبر، حين غادرت شحنة مماثلة ميناء الزويتينة المجاور.
يأتي هذا التطور في أعقاب قرار حكومة المتمركزة في شرق ليبيا بفرض حصار نفطي في 26 أغسطس، كرد فعل على محاولات تغيير محافظ البنك المركزي. وقد أدى هذا القرار إلى انخفاض حاد في إنتاج ليبيا النفطي، من نحو مليون برميل يوميًا إلى ما يقارب 300 ألف برميل فقط.
وقف العمليات في محطات النفط الشرقية
كان من المفترض أن يؤدي أمر الإغلاق إلى وقف العمليات في محطات النفط الشرقية – السدر وراس لانوف وزويتينة ومرسى البريقة ومرسى الحريقة – ولكن بعض الصادرات يمكن أن تستمر.
ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن الحصار قد يكون أكثر مرونة مما كان متوقعًا. فبالإضافة إلى ناقلة “فرونت جاغوار”، هناك معلومات عن ناقلة أخرى تابعة لشركة يونيبك الصينية، تدعى “إنيرجي تريومف”، تستعد لتحميل شحنة تبلغ مليون برميل من ميناء مرسى الحريقة.
كما أن هناك ناقلة ثالثة، “باسيفيك بيرل”، مستأجرة من شركة توتال إنيرجي، ترسو قرب ميناء السدرة لتحميل 600 ألف برميل إضافية. وفقًا لبرامج التحميل وبيانات التتبع
حوض سرت
هذه التحركات تثير تساؤلات حول استمرار الإنتاج في حوض سرت، قلب صناعة النفط الليبية، رغم الحصار المعلن.
قد تفسر هذه الصادرات الواضحة من المحطات الشرقية، وإن كانت بمعدل منخفض للغاية، سبب استمرار بعض الإنتاج في حوض سرت، قلب النفط.
لا يزال هناك قدر كبير من الإنتاج مستمرًا في الشرق لتزويد المصافي المحلية، وبالتالي يمكن أن يستمر إنتاج الغاز المرتبط بالنفط في إمداد محطات الطاقة، ومن المحتمل أن تستمر مؤسسة النفط في تصدير بعض المنتجات كجزء من برنامجها لتحويل النفط الخام إلى منتجات.
هذه التحركات تثير تساؤلات حول استمرار الإنتاج في حوض سرت، قلب صناعة النفط الليبية، رغم الحصار المعلن.
بيع النفط الخام المستخرج من حقول مسلة-سرير من قبل شركة خاصة
من جانب آخر، يشير المحلل في المعهد الملكي للخدمات المتحدة جلال حرشاوي إلى احتمالية وجود سيناريو غير مسبوق، حيث قد يتم بيع مليون برميل من النفط الخام المستخرج من حقول مسلة-سرير من قبل شركة خاصة مقرها بنغازي تدعى “أركينو”، بدلاً من المؤسسة الوطنية للنفط.
وقال عبر منشور له عبر صفحته بموقع “أكس” إن هذا التطور، إن صح، قد يشير إلى تحول كبير في آليات تصدير النفط الليبي وقد يفتح الباب أمام مزيد من التعقيدات في المشهد النفطي الليبي.
وأضاف أنه من المرجح أن يميز هذا السيناريو (الذي لم يتم تأكيده بعد) انقطاع الصادرات المستمر عن الحالات السابقة.
عائلة حفتر
وقد تستغل عائلة حفتر التوقف الحالي عن صادرات المؤسسة الوطنية للنفط المنتظمة ليس فقط لإدامة مخططاتها غير التقليدية، بل وأيضاً لتوسيع نطاقها بسرعة.
وسط هذه التطورات، تقود بعثة الأمم المتحدة في ليبيا جهود وساطة بين الأطراف المتنازعة، في محاولة لحل أزمة القيادة في البنك المركزي، والتي تعد أحد الأسباب الرئيسية وراء الحصار النفطي الحالي.