مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية نشرت تقريرا يلقي الضوء على تحركات عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، التي وصفته بأنه يمثل الوجه السياسي لإحدى أغنى عائلات الأعمال في ليبيا والتي نجت من التحولات التي مرت بها البلاد، في ظل مشهد سياسي معقد تسيطر عليه المليشيات.

وقال المجلة في تقريرها إن الدبيبة نجح خلال الأسابيع الماضية في نفور الميليشيات التي تعد جزءا حيويا من قاعدته الانتخابية، إضافة إلى إثارة المجتمع الدولي الذي يعتمد عليه للحصول على شرعيته السياسية.

وأضافت أن الدبيبة ربما يعتقد أنه قادر على توحيد الفصائل المتنافسة وزيادة حصة حكومته من الموارد الوطنية، مما يعزز سلطته ويؤكد أنه لا يمكن الاستغناء عنه.

وأشارت إلى أن تحركاته الأخيرة قد تكون مجرد محاولات يائسة لكسب الوقت ومنع الإطاحة به، في محاولة لإظهار نفسه كالشخص المسيطر على مصيره على أمل أن تتغير الظروف لصالحه.

وأوضحت “ناشيونال إنترست” أن حكومة الدبيبة قدمت وعودًا غامضة بإجراء الانتخابات قبل ذكرى أحداث 17 فبراير الماضية، بينما أكدت الحكومة الليبية في الشرق أنها ستدعم الانتخابات بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية أوسع.

ورأت أن الدبيبة قام بتحركات جريئة الشهر الماضي، زعزعت التوازن السياسي في البلاد وأثارت ردود فعل قوية قد تجعل من الصعب استعادة الاستقرار.

ومن بين هذه التحركات، سيطرة الدبيبة الفعلية على المصرف المركزي، لمحاولة للحصول على حصة أكبر من الميزانية الوطنية وتأمين الوصول إلى الاحتياطيات الأجنبية، كما سعى إلى توحيد هيكل القيادة وفرض سلطته على الميليشيات في طرابلس، في محاولة لطمأنة حلفائه السياسيين والجمهور بأنه لا يزال يسيطر على الأوضاع.

وقالت المجلة إنه في خطوة أخرى لتعزيز قبضته على السلطة، ألقى محمد المنفي، التي وصفته بـ”الحليف المقرب من الدبيبة ورئيس المجلس الرئاسي”، كلمة في 18 أغسطس بمناسبة “يوم القوات المسلحة” دعا فيها إلى توحيد الميليشيات.

وأشارت إلى أنه في 23 أغسطس، شكل الدبيبة لجنة عليا للترتيبات الأمنية برئاسة وزير الداخلية عماد الطرابلسي، الذي أصدر أمرا فوريا لجميع الميليشيات بإخلاء المباني الحكومية خلال 24 ساعة.

واختتمت المجلة بأن هذه الخطوات تُظهر محاولات الدبيبة لتعزيز قبضته على السلطة في طرابلس وتوحيد المليشيات، إلا أن نجاحه في تحقيق هذا الهدف لا يزال موضع تساؤل في ظل التحديات المستمرة التي تواجه حكومته.

Shares: