نشر موقع الجزائر الآن الإخباري تقريرا عن ذكرى ثورة الفاتح الليبية الذي قام بها القائد الشهيد معمر القذافي قبل 55 عاما من الآن.
وقال الموقع إنه بعد 13 عاما من رحيل الزعيم معمر القذافي نتيجة نكبة فبراير بمساعدة الولايات المتحدة وحكومات أوروبية، لا يزال السلام الدائم الذي يبحث عنه الليبيون بعيد المنال، حيث انقسمت البلاد بين حكومتين، واحدة في الغرب معترف بها دوليا رغم انتهائها، والثانية في الشرق غير معترف بها يتحكم فيها خليفة حفتر.
وأضاف أن رحيل معمر القذافي ترك وراءه فراغا رهيبا، وظهرت ميليشيات عديدة لتملأ هذا الفراغ، وكثير منها قائم على الانتماءات القبلية، فنشأ انقسام بين غرب البلاد الأكثر ثراء والشرق موطن معظم إنتاج البلاد من النفط.
وأوضح الموقع بعد الانتخابات التي جرت في 2014، انقسمت ليبيا إلى نصفين، وحصلت معارك مسلحة بين قوات تابعة لحكومة غرب البلاد، مع قوات تتبع لأوامر خليفة حفتر، وتحالف من القوات والمقاتلين غير النظاميين المعروفين في الشرق.
وبرز في العام نفسه اسم خليفة حفتر، الذي سيطر مع قواته على شرق ليبيا وخاض حربا ضد الفصائل المسلحة الإسلامية، وتحولت ليبيا إلى ساحة قتال بين الميليشيات المتنافسة على السلطة، ومع نهاية العام تمكن ائتلاف فجر ليبيا من السيطرة على العاصمة طرابلس وأعاد تفعيل المؤتمر الوطني العام الذي انتهت صلاحيته بعد الانتخابات.
ولفت إلى أن الائتلاف شكل حكومة جديدة في طرابلس، وفي الوقت ذاته انبثقت حكومة ثانية عن المؤتمر الوطني المنتخب في شرق البلاد، وانقسمت السلطة في ليبيا بين حكومتين وبرلمانين.
ولم ينته الصراع على السلطة بعد توقيع اتفاق الصخيرات، وبالتالي سقط في الماء وانتقل رئيس حكومة الوفاق إلى طرابلس، بينما بقي حفتر والحكومة التي يدعمها في الشرق.
وقال الموقع إن خلال هذه السنوات تحولت ليبيا إلى مسرح للتدخلات الأجنبية من دول مثل الإمارات ومصر وروسيا وتركيا التي أعلنت عن نشر قواتها في طرابلس دعما لحكومة الوفاق في 2020، ودعمت كل من هذه الدول أحد الأطراف المتنازعة على السلطة.
وأطلقت الأمم المتحدة حوارا جديدا عام 2020 في ليبيا تحت اسم ملتقى الحوار السياسي الليبي لإنهاء الأزمة السياسية في ليبيا، واتفق المشاركون على تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وحدد تاريخ 24 ديسمبر 2021، موعداً لإجراء انتخابات جديدة.
لكن الانتخابات تأجلت مرة أخرى لعدم الاتفاق على قاعدة دستورية لإجرائها، وعاد الوضع في ليبيا من جديد إلى مرحلة الانقسام والصراع السياسي – العسكري، وظل الدبيبة رئيسا للوزراء في طرابلس، وأدى ذلك إلى تجدد الاستياء إزاء استمرار هيمنة السلطة في غرب البلاد، ما دفع البرلمان في الشرق في عام 2022 إلى الإعلان عن حكومة خاصة بدعم من قوات حفتر، الذي كان يطمع في الرئاسة.
وتحتوي ليبيا على أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في إفريقيا، وقد ضخت 1.2 مليون برميل يوميا خلال العام الماضي، مما يجعل المصرف المركزي الذي يدير الإيرادات، مؤسسة مهمة للإدارات المتنافسة في ليبيا.
ونتيجة نزاع محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير مع الدبيبة وعندما أمرت السلطات في طرابلس بتغيير كامل للإدارة ثم سيطرت بالقوة على البنك، وصف الكبير، الذي قاد المصرف منذ عام 2012 وكان يواجه انتقادات بشأن إدارته للأموال، هذه الخطوة بأنها غير شرعية.
وعزز الكبير العلاقات مع شرق ليبيا، وحذّر رئيس البرلمان في الشرق، عقيلة صالح، من أنّ عائدات النفط لن تتدفق إلى أيدي غير جديرة بالثقة، وأعلنت الإدارة الشرقية أنها علقت إنتاج وتصدير كل النفط الليبي ردا على إقالة الكبير، التي وصفها حفتر بأنها غير شرعية.
وأعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عزمها عقد اجتماع طارئ لحل أزمة البنك المركزي، التي تسببت بتوتر سياسي أدى إلى وقف سلطات شرق البلاد إنتاج النفط وتصديره.
وأكدت البعثة في بيان، الأسبوع الماضي، عزمها عقد اجتماع طارئ بحضور الأطراف المعنية بالأزمة للتوصل إلى توافق يستند إلى الاتفاقات السياسية والقوانين السارية، وعلى مبدأ استقلالية المصرف المركزي وضمان استمرارية الخدمة العامة.
ودعت الأطراف السياسية إلى تعليق العمل بكل القرارات الأحادية المتعلقة بالمصرف، والرفع الفوري للقوة القاهرة عن حقول النفط، وضمان سلامة موظفي المصرف المركزي، وحمايتهم من التهديد والاعتقال التعسفي.
وحثت السفارة الأمريكية لدى طرابلس في بيان كل الأطراف على اغتنام هذه الفرصة بعدما أدت التوترات لتقويض الثقة في الاستقرار الاقتصادي والمالي في ليبيا.
وأضاف الموقع أنه بينما أزمة مصرف ليبيا المركزي، مستمرة تم استئناف إنتاج النفط من حقول نفطية كانت مغلقة، وتصاعد النزاع مجددا بين الرئيسين الحالي والسابق للمجلس الأعلى للدولة في العاصمة طرابلس.
وأعلن محمد تكالة الرئيس السابق للمجلس، استلامه المقر الجديد له، في مبنى كان يتبع في السابق وزارة السياحة، بطريق الشط في العاصمة طرابلس، ومباشرة مهامه منه رسمياً.
واختتم الموقع تقريره قائلا إن القذافي رحل وحال ليبيا يزداد سوءا، ولم يستطع من قادوا البلاد بعده إلى تحقيق ليبيا التي وعدوا بها الشعب، الذي يبدو أنّه أصبح يحن لأيام القذافي، وهو يخرج كل عام بمناسبة ثورة الفاتح من سبتمبر للاحتفال رغم الصعوبات الأمنية، وهو ما حدث أيضا هذه المرة، حيث كانت النتيجة عنيفة بالحديث عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.