سلط الشيخ علي أبو سبيحة، رئيس فريق المصالحة التابع للمترشح الرئاسي سيف الإسلام القذافي، الضوء على احتفالات المواطنين أمس والتي استمرت للساعات الأولى من صباح اليوم بمناسبة الذكرى 55 لثورة سبتمبر، في أكثر من 27 مدينة ومنطقة في ليبيا رغم حملة القمع التي شنها خليفة حفتر، لمنع الاحتفالات.
أبو سبيحة أشار إلى أن المدن الواقعة تحت سيطرة التنظيمات المسلحة شهدت احتفالات بذكرى الفاتح من سبتمبر 2024 دون أي تدخل أمني أو أعمال شغب، معتبراً ذلك “مظهراً من مظاهر حرية الرأي”.
وفي المقابل، لفت الانتباه إلى أن المدن الخاضعة لسيطرة خليفة حفتر شهدت إعلان حالة الطوارئ وانتشاراً مكثفاً للقوات العسكرية والشرطية، مع منع أي احتفالات.
وتساءل أبو سبيحة عن سبب هذا التناقض، مشيراً إلى أن حفتر كان أحد الضباط الوحدويون الأحرار الذين فجروا ثورة الفاتح، وأنه أقر في لقاء تلفزيوني سابق بأن أحداث 1 سبتمبر 1969 كانت “ثورة حقيقية وليست انقلاباً عسكرياً”، وإن تنكر لها لاحقا.
كما ذكّر بأن حفتر كان من بين الداعمين لتمرد 17 فبراير، متسائلاً عما إذا كان منع الاحتفالات يعد “حجراً على حرية الرأي والتعبير”.
ووجه أبو سبيحة رسالة إلى القيادة العامة، محذرًا من أن “الفكر لا يحارب إلا بالفكر”، وأن القمع العسكري لن يؤدي إلا إلى “زيادة في الاحتقان والكره والضغائن التي تزيد في تشتتنا وتمزيق نسيجنا الاجتماعي”.
ولفت الانتباه إلى أن الاحتفالات في المناطق الأخرى مرت بسلام، مما سمح للجماهير بالتعبير عن مشاعرها وتفريغ “شحناتها السالبة” ورجعت إلى مساكنها سالمة، لا ضرر ولا ضرار، وأنتم لازلتم في حالة طوارئ لم تنالوا إلا التعب والسهر، وكثيرًا من الناس احتفلت في بيوتها.
وختم أبو سبيحة تصريحاته بدعوة إلى التفكير في مصلحة البلاد والعباد، داعياً الله أن يهدي الجميع “إلى سواء السبيل ولما فيه خير البلاد والعباد”.