أزمة خانقة تشهدها البلاد في الوقود حيث تتكرر مشاهد الطوابير الطويلة أمام محطات الوقود، الأمر الذي يعكس تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين وتعطيل مختلف القطاعات الحيوية، فيما يؤكد الخبراء أن هذه الأزمة ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة تراكم العديد من المشاكل، منها نقص الإنتاج، وتهريب الوقود، وتدمير البنية التحتية، وكذلك الصراعات السياسية التي تلقي بظلالها على مختلف القطاعات.
تعقد الأزمة الحالية من الوضع الاجتماعي بما تفرضه من معاناة كبيرة على المواطن، الذي يجد صعوبة في تأمين احتياجاته الأساسية، وتوقف العديد من الخدمات الحيوية، فضلا عن التأثيرات السلبية على الاقتصاد حيث تتسبب في توقف العديد من الأنشطة الاقتصادية، وتزيد من معدلات التضخم، وتقلل من الإنتاجية
الأيام الماضية تحولت محطات الوقود إلى ساحات حرب، حيث يتصارع المواطنون على قطرات الوقود القليلة المتاحة، في مشهد يعكس حجم المفارقة: بلد ينام فوق النفط ولا يتعثر مواطنيه لتزويد سيارتهم بما يكفي خزاناتها، فهل ستنتهي الأزمة بإيقاف رئيس مجلس إدارة شركة البريقة لتسويق النفط، فؤاد علي محمد بالرحيم، وإحالته إلى التحقيق الإداري…
وبدوره أكد أحمد المسلاتي الناطق باسم شبكة البريقة لتسويق النفط والغاز أن حركة النواقل هي السبب في الأزمة الحاصلة في محطات التزود بالوقود.
وأضاف المسلاتي خلال تصريحات متلفزة عبر برنامج “حوارية الليلة” المذاع على فضائية “ليبيا الأحرار” أمس الأربعاء، أن هناك ناقلة كانت موجودة في ميناء طرابلس وكانت عملية التفريغ تتم بشكل جيد.
وأشار إلى أن سبب الأزمة يتمثل في تأخر الناقلة التالية للتي ككانت تفرغ حمولتها بشكل مطمئن، وهو أمر خارج عن سيطرة الشركة.
ونوه بأن الشركة ليست المسؤول عن عملية التوريد، وهي فقطتنسق مع المؤسسة الوطنية للنفط لتأمين احتياجات السوق المحلي.
واستكمل أن مهمة الشركة تتمثل في استلام هذه التوريدات وتخزينها وإعادة توزيعها على مختلف الشركات ومن ثمتوزيعها على محطات الوقود التابعة لكل شركة.
وبرر الأزمة بإقدام البريقة على تخفيض الكميات المزعةعلى الشركات وبالتالي التي تغطي المحطات، نظرا لتأخر ناقلات التوريدات.
وأفاد بأن مايقرب من 6 مليون لتر وصلوا إلى طرابلس مساء أمس، مبينا أن هناك محطات لم تشهد وجود أية أزمات.
وصرح بأن عملية الضخ ستتم اعتبارا من اليوم بكميات كبيرة، ما يعني انحسارا كاملا للأزمة في خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأرجع سبب تأخر الناقلات إلى نقص خزانات الشركة نتيجة حرب 2014، حيث فقدت البريقة ما يقرب من 9 خزانات، ما اضطرها إلى الاعتماد على النواقل العائمة.
وأوضح أن البريقة لم يعد لديها أي مستودعات تخزينية في طرابلس، مشيرا إلى تصريحات سابقة لعبد الحميد الدبيبة بتدشين مشروع جنزور “النقطة العائمة” لتخزين الوقود.
كما أرجع سبب عدم صيانة هذه الخزانات التسع إلى تدميرها بالكامل، فضلا عن أن الشركات الأجنبية العاملة في هذا القطاع تخشى على طواقهما من الأوضاع المضطربة في العاصمة وهو سبب عزوفها عن المجئ.