نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا يسلط الضوء على الصراع الدائر من أجل السيطرة على مصرف ليبيا المركزي بين كل من مجلس النواب بقيادة عقيلة صالح، والمجلس الرئاسي بقيادة محمد المنفي.

قالت الصحيفة إن الصراع المحتدم من أجل السيطرة على المصرف المركزي يهدد السلام والأمن في ليبيا، لافتة إلى أن الاضطرابات بشأن المصرف الذي يتعامل مع ثروات ليبيا النفطية، يمكن أن تؤدي لتفاقم الوضع السياسي في البلاد.

وأضافت نيويورك تايمز في تقريرها، أن ليبيا لم تعرف الاستقرار منذ نكبة فبراير عام 2011، حيث دخلت في حروب أهلية عديدة وباتت البلاد مقسمة بين حكومتين متنافستين في الغرب والشرق، لافتة إلى أن ليبيا تعيش في جمود مضطرب، أعقبته هزة مزعزعة للاستقرار، بعد سلسلة من التحركات للاعبين السياسيين تتمحور حول الصراع على السيطرة على مصرف ليبيا المركزي.

وأوضحت أن مرسوم المجلس الرئاسي بإقالة محافظ المصرف، هو مجرد قرار بلا أنياب من الناحية القانونية، ولكن تأييد الدبيبة له قد يكون له وقع مختلف.

وتابعت أنه منذ وقف إطلاق النار عام 2020، لم يندلع صراع بسبب إبرام أطراف الصراع صفقات لصالح أنفسهم وقسموا عائدات النفط فيما بينهم، حتى لو كان على حساب المواطنين، ولكن تغيير هذه المعادلة والتركيبة كان سببا رئيسيا في عودة الخلاف مرة أخرى.

وقالت الصحيفة، إن مصرف ليبيا المركزي، أحد المؤسسات القليلة التي نجحت في ربط الشرق بالغرب، وتحول محافظه الصديق الكبير إلى لاعب رئيسي في المشهد الليبي.

وأوضحت أن الأزمة الحالية بدأت بسبب خلافات بين الدبيبة والصديق الكبير، بعدما بدأ الكبير يتهم الدبيبة بالفساد والإسراف في الإنفاق، مضيفة أن الكبير بدأ يشعر بالقلق من الدبيبة وأنه يرغب في استبداله لذلك بدأ يبحث عن حلفاء جدد، فأسس لتحالفات جديدة مع المنطقة الشرقية.

وفي ذات السياق، قال الباحث والمهتم بالشأن العام أحمد بوعرقوب إن الدبيبة كان يعمل على الإطاحة بمحافظ المصرف المركزي الصديق الكبير في صفقة سياسية تضمن استمراره في المشهد السياسي الليبيي، ليضمن من خلالها السيطرة على المصرف.

وأضاف بوعرقوب في لقاء لفضائية ليبيا الحدث، أن الصراع بين هذه الشخصيات، وهي تحتكم على المليارات، تستطيع أن تفتعل الحروب وتمولها لمدة سنوات، كما أنها تتصارع من أجل مصالحها الشخصية لا من أجل الوطن.

وأوضح أن الخلاف بين الدبيبة والكبير ليس بسبب أن المواطن الليبي يعيش في ظروف اقتصادية سيئة أو بسبب أن الإنفاق الحكومي كبير أو غير رشيد، لكنه صراع من أجل مكاسب شخصية فقط.

وكان محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، قد أبدى امتعاضه من زيادة الإنفاق الحكومي الذي وصل خلال السنوات الثلاث الأخيرة إلى 420 مليار دينار.

Shares: