كشف تقرير جديد للباحث الألماني ولفرام لاتشر، عن تفاصيل مثيرة حول عمليات تهريب الوقود وغسل الأموال في ليبيا وتمويل المليشيات، مسلطًا الضوء على تورط أبناء حفتر وأطراف سياسية واقتصادية في هذه الأنشطة غير المشروعة.

تهريب الوقود

وفقًا للتقرير، الذي نُشر في مجلة “نيو لاين” الأمريكية، أن ليبيا شهدت زيادة هائلة في فاتورة واردات الوقود السنوية، حيث تضاعفت من عام 2021 إلى 2023 لتصل إلى 8.5 مليار دولار، وهو ما يعادل ثلث عائدات النفط المحولة إلى المصرف المركزي الليبي.

ويشير لاتشر إلى أن هذا التوسع في استيراد الوقود قد سهل عمليات التهريب على نطاق واسع.

ترتيبات واتفاقيات بين الدبيبة وحفتر

ويلفت التقرير الانتباه إلى وجود ترتيبات ضمنية بين عبد الحميد الدبيبة والمواطن الأمريكي خليفة حفتر، حيث يُنظر إلى التساهل في عمليات التهريب كجزء من الثمن المدفوع للحفاظ على تدفق النفط.

هذه الترتيبات، وفقًا للتقرير، قوضت من دور محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير.

التقرير أشار إلى التزامات إبراهيم الدبيبة تجاه حفتر وصدام وغنيوة، والتي تتجاوز بكثير ما اتفق عليه الصديق الكبير، مؤكدًا أن سياسات القوة التي ينتهجها إبراهيم الدبيبة بدأت تهدد الكبير بشكل مباشر قبل أشهر من قرع أجراس الإنذار بشأن الإنفاق التوسعي.

الكبير والدبيبة وعقيلة صالح

التقرير لفت لحماية نفسه من مكائد إبراهيم الدبيبة، بنى الكبير تحالفاته الخاصة مع الفصائل الشرقية، وطلب دعم عقيلة صالح، الذي كان يعتبر الكبير في السابق محتالاً.

التقرير شدد على أن التوترات استمرت تتصاعد بين تحالفين من الميليشيات الناشئة في طرابلس، أحدهما يدعم الدبيبة، والآخر يتطلع الآن إلى الكبير باعتباره الخصم الرئيسي للدبيبة.

كما سلط التقرير الضوء على تورط أبناء حفتر، وخاصة صدام وخالد، فعلى سبيل المثال، تم إنشاء “الهيئة الوطنية للتنمية” برئاسة صدام حفتر، والتي تشرف على تهريب الوقود من بنغازي وتوجيه الأرباح إلى وحدات عسكرية تابعة له.

التقرير يشير إلى أن البنوك في شرق ليبيا تقع تحت السيطرة الفعلية لحفتر، مما يسهل عمليات غسيل الأموال وشراء العملة الصعبة بطرق ملتوية.

التقرير أوضح أن السبب الأهم وراء انخفاض الدينار هو أن عائلة حفتر كانت تطبع النقود مجازيا وحرفيا، فضلا عن تحويل تلك الأموال إلى عملة صعبة في السوق السوداء.

التقرير كشف عن أنه في أغسطس الماضي، اعترف الكبير لأول مرة في بيان الإنفاق أن المصرف في بنغازي استخدم 950 مليون دولار لمشاريع البناء في الشرق، لكنه لم يذكر من أين جاء ما يعادل هذا المبلغ بالدينار.

البنوك في شرق ليبيا تقع تحت سيطرة حفتر

ولفت إلى أن البنوك في شرق ليبيا تقع تحت سيطرة حفتر الفعلية، ولديها الآن أصول بعشرات مليارات الدينارات في حساب المركزي بطرابلس.

كما يذكر التقرير أن هناك تساهلاً من قبل المصرف المركزي تجاه العملة المزيفة التي يُعتقد أنها تُطبع تحت رعاية حفتر في الشرق.

وفي ظل هذه الأوضاع، يشير لاتشر إلى تصاعد التوترات بين الفصائل المسلحة في طرابلس، حيث ينقسم الولاء بين إبراهيم الدبيبة والكبير، مما يهدد بتفاقم الوضع الأمني والسياسي في البلاد.

محمود الفرجاني مدير قناة المسار وصحيفة العنوان يدير مشاريع هيئة صدام حفتر

التقرير أكد أنه في سرت، يدير محمود الفرجاني مدير قناة المسار وصحيفة العنوان مشاريع هيئة صدام حفتر ويدير قناتين تلفزيونيتين تدعمان حفتر بالدعاية.

ويختتم التقرير بالإشارة إلى خطورة الوضع في المناطق الخاضعة لسيطرة حفتر، حيث قد يؤدي التحدث علنًا عن هذه الممارسات إلى الاعتقال أو حتى التعذيب والقتل.

تهريب وقود وغسل أموال ونهب ثروات لتمويل مليشيات.. تقرير يكشف  فساد أبناء حفتر والدبيبة والكبير في شبكات تهدد مستقبل ليبيا

Shares: