حذر خبراء، حسب موقع إكسبريس، من أن روسيا تتطلع إلى فرصتها للسيطرة على منشآت إنتاج النفط في ليبيا في محاولة لاحتكار مصدر حيوي للطاقة لأوروبا.
يأتي ذلك في أعقاب قرار وكيل بوتين في ليبيا المواطن الأمريكي حفتر، الذي يسيطر على شرق وجنوب ليبيا، بإغلاق حقل الشرارة أكبر حقل نفطي في البلاد.
وقال الموقع إن حقل الشرارة قادر على ضخ 300،000 برميل من النفط يوميا، 80% منها تذهب إلى أوروبا من خلال مشغليها ريبسول الإسبانية، وتوتال إنرجيز الفرنسية، وOMV النمساوية، وإكوينور في النرويج.
وأضاف الموقع أن أوروبا أصبحت في أشد الحاجة إلى الطاقة بعد قرار مقاطعة النفط الروسي بعد غزوها لأوكرانيا.
وأغلق صدام حفتر حقل الشرارة بعدما نصحته السلطات الإيطالية في نابولي، بعدم محاولة دخول البلاد لأنه تم وضعه على قائمة الاعتقال من قبل إسبانيا بسبب محاولات تأمين طائرات بدون طيار.
وأوضح إكسبريس أن الرابح الأكبر من غلق حقل الشرارة هو فلاديمير بوتين، الذي يمتلك الآن فرصة لاستبدال شركات النفط الأوروبية بشركة الطاقة الروسية العملاقة المملوكة للدولة، جازبروم.
ويسيطر بوتين على أكثر من 3000 جندي مرتزق في ليبيا، ويستخدم البلاد كمركز يمارس منه نفوذه على العديد من الدول الأفريقية، ويقدم الدعم المسلح للديكتاتوريين مقابل الوصول إلى المعادن.
وأشار إلى أن روسيا حققت أكثر من 2.5 مليار جنيه استرليني من الذهب الدموي منذ عام 2022، وينتج منجم ألماس بقيمة مليار جنيه إسترليني في جمهورية إفريقيا الوسطى أكثر من 300 مليون جنيه إسترليني سنويا.
وتحصل أوروبا على 40% من الغاز و30% من النفط من روسيا.
وأفادت مجلة منبر الدفاع الإفريقي بأن الكرملين يسعى لتحويل ليبيا إلى قاعدة ينشر منها الاستعمار الروسي، مضيفة أن روسيا تستغل ليبيا المقسمة سياسيا، وما تزخر به من ثروات طبيعية، للتمادي في بسط نفوذها في القارة، خاصة في منطقة الساحل.
وأوضحت المجلة الصادرة عن القيادة العسكرية الأمريكية لقارة إفريقيا “أفريكوم”، في تقرير لها، أن من يدير أعمال الكرملين في القارة هو “الفيلق الإفريقي”، وسيكون مقره في ليبيا، حيث تخطط منه لنشر شكل جديد من الاستعمار الروسي.
وأضافت أن روسيا تساند المواطن الأمريكي خليفة حفتر، منذ محاولتها مساعدته في الاستيلاء على طرابلس، مبينة أن الهدف الأول لفاغنر في ليبيا يتمثل في الاستفادة من عائدات النفط عبر قنوات غير مباشرة عن طريق دعم مليشيات حفتر.