ذكرت إذاعة مونت كارلو الدولية أن ليبيا تشهد تصعيدا سياسيا جديدا بين الأطراف المتصارعة في الشرق والغرب، مما يهدد مستقبل الاتفاق السياسي الذي تم إقراره في جنيف عام 2021 برعاية الأمم المتحدة.

وقالت الإذاعة الفرنسية إن محللين يرون أن الاتفاق السياسي في جنيف يقترب من نهايته، ولا مفر من الحوار لتجنب صدام عسكري جديد، لافتة إلى اشتباكات بين فصيلين مسلحين مرتبطين بحكومة الدبيبة قرب العاصمة طرابلس أسفرت عن مقتل 9 أشخاص وإصابة العشرات.

وأضافت أن مسلحين حاصروا مبنى مصرف ليبيا المركزي لطرد المحافظ، الصديق الكبير، ما أثار انتقادات واسعة، وقد حذر السفير الأمريكي في ليبيا، ريتشارد نورلاند، من مخاطر الجمود السياسي.

وأشارت إلى إعلان مجلس النواب إنهاء مهام حكومة الدبيبة في طرابلس، واعتبار حكومة حماد “شرعية” حتى تشكيل حكومة موحدة، كما سحب المجلس صفة “القائد الأعلى للجيش” من المجلس الرئاسي وأعادها لرئيس مجلس النواب.

وردت حكومة الدبيبة، التي تحظى باعتراف دولي، بأنها تستمد شرعيتها من “الاتفاق السياسي الليبي” وتلتزم بإجراء الانتخابات لإنهاء المرحلة الانتقالية، وفقًا لاتفاق جنيف 2021.

ويرى محللون أن هذه الخطوة تحمل رسالة للخارج بأن الوقت قد حان لوضع اتفاق جديد للتفاوض، مشيرين إلى فشل اتفاق جنيف بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات عليه، واعتبروا أن التحركات الأخيرة تهدف للضغط على المجتمع الدولي للتوصل إلى اتفاق جديد يحقق توافقا أكبر بين الأطراف المتصارعة.

وأعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها من الإجراءات الأحادية التي اتخذتها جهات ليبية في شرق وغرب وجنوب البلاد، معتبرة أنها تؤدي إلى تصعيد التوتر وتقويض الثقة وزيادة الانقسام بين الليبيين.

وأكدت البعثة أنها مستمرة في مشاوراتها مع القادة الليبيين والأطراف الإقليمية لتحقيق “توافق” وإنهاء الجمود السياسي الحالي.

وتزامنت هذه التطورات مع تحركات عسكرية في غرب ليبيا بعد إعلان قوات حفتر عن عمليات قرب طرابلس، مما أثار استنفارًا من حكومة طرابلس ورفضا دوليا واسعًا.

ونفت قوات حفتر نيتها شن هجوم، مؤكدة أن هدفها تأمين الحدود الجنوبية، في حين يرى مراقبون أن هذه التحركات تهدف إلى “جس نبض” المواقف الدولية واستعدادات طرابلس العسكرية، محذرين من احتمال تجدد الصراع العسكري نحو العاصمة، مما قد يؤدي إلى “حرب مفتوحة”.

وتعاني ليبيا من انقسامات منذ سقوط نظام القذافي في 2011، وتديرها حكومتان متنافستان: واحدة في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وأخرى في الشرق بدعم البرلمان وحفتر بقيادة حماد.

مونت كارلو: التصعيد السياسي في ليبيا يهدد اتفاق جنيف.. وتحذيرات من حرب مفتوحة

Shares: