سلط موقع صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية الضوء على حالة من التوتر المتصاعد والاستنفار العسكري في ظل فشل المسار السياسي وانهيار المفاوضات بين الأطراف المتنازعة في ليبيا.
واستدعت الأجواء المتوترة تواجد المليشيات العسكرية بغرب البلاد، كما حذّرت قوى اجتماعية، من بينها أهالي قبيلة الزنتان، من تحركات عناصر ما سمتها المجموعات المسلحة في منطقتي الجبل والحمادة الحمراء بغرب البلاد.
الأجواء الساخنة جاءت عقب إعلان مليشيات حفتر، تحريك قواته باتجاه سبع مدن وقرى على الحدود الجنوبية مع الجزائر وزادت اضطراباً بعد إنهاء مجلس النواب ولاية السلطة التنفيذية في طرابلس، الممثلة في المجلس الرئاسي بقيادة محمد المنفي، وحكومة الوحدة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
الصحيفة أكدت أنه لوحظ وجود استعدادات عسكرية لقوات وعناصر موالية لمدينة الزنتان؛ تأهباً لصد قوات أخرى، قالت إنها قد تأتي من الغرب أو الشرق، في معركة يعتقد أن طرفيها يستهدف كل منهما غلّ يد الآخر عن بسط نفوذه على الحدود الجنوبية، والسيطرة على مواقع استراتيجية هناك.
محللون عسكريون وسياسيون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، الخميس، أن ليبيا قد تكون على أبواب معركة فاصلة؛ إذا لم يتدخل العقلاء لنزع فتيل الأزمة والتوقف عن تسخين الجبهات.
وأشاروا إلى أن الإخفاقات السياسية، التي انتهت بفشل المسار السياسي، باتت تدفع لتسخين جبهة الحدود الجنوبية، باعتبارها كانت ساحة مهملة، ومن يبسط سيطرته عليها يمتلك منافذ جديدة على أفريقيا».
وقالوا إنه إذا لم يتم تدارك الأمر فستعود الأوضاع إلى المربع الأول، وتضيع أي فرصة للتوافق، وتدخل ليبيا منطقة التقسيم الحدودي والنفطي؛ وهذه كارثة.
الصحيفة أكدت أنه في مصراتة، أعلن ما يسمى بـ”ثوار المدينة” عن إعادة تفعيل المجلس العسكري، مع وعود بتشكيل مجلس عسكري أعلى يمثل كافة المجالس العسكرية في البلاد. هذه الخطوة جاءت رداً على قرار مجلس النواب بنقل صلاحيات القائد الأعلى للجيش من المجلس الرئاسي إلى رئيس البرلمان.
في الوقت نفسه، حذرت قبيلة الزنتان من تحركات لمجموعات مسلحة في مناطق الجبل والحمادة الحمراء غرب البلاد، معلنة رفضها لأي تواجد عسكري غير مرخص في مناطقها.
كما نشرت قواتها في محيط المدينة ومنطقة القريات وحقل الحمادة النفطي.
وينظر أستاذ القانون والباحث السياسي الليبي، رمضان التويجر، إلى مُجمل التوترات الراهنة من زاوية أن عملية التغيير باتت مطلب الجميع من مختلف الأطراف؛ فالوضع القائم أوصل ليبيا إلى طريق مسدودة. محذراً من ضرورة أن تتم أي عملية تغيير بعيداً عن الحروب، أو المواجهات المسلحة في مختلف الأنحاء؛ ونتمنى أن تتم بشكل سلمي، وتؤدي إلى تحقيق توافق ولو جزئياً.
بدت الأوضاع متشابهة إلى حد ما بين ما يجري في طرابلس وبنغازي لجهة بحث ترتيبات أمنية، ذلك أن طاولات الحوار باتت تحتضن الآن اجتماعات عسكرية وأمنية.
واجتمع صدام حفتر مساء الأربعاء في بنغازي مع وزير الداخلية، التابع للحكومة المكلفة من البرلمان، ورؤساء الأجهزة الأمنية التابعة للوزارة، إلى جانب رئيس جهاز الأمن الداخلي، ونائب رئيس المخابرات العامة.
الاجتماع بأنه يستهدف الاطلاع على سير عمل الأجهزة الأمنية التابعة للوزارة، والوقوف على الصعوبات التي تواجه عملها، وتسخير الإمكانات كافة لها لتأدية المهام المُكلفة بها على أكمل وجه.
في المقابل، اجتمع في طرابلس النائبان بالمجلس الرئاسي، عبد الله اللافي وموسى الكوني، مع قيادات أمنية وميليشياوية، من بينهم غنيوة الككلي، رئيس قوة دعم الاستقرار، ولطفي الحراري، رئيس ما يسمى بجهاز الأمن الداخلي، وعبد السلام الزوبي، آمر اللواء 111 وصلاح النمروش، نائب رئيس أركان القوات التابعة للحكومة؛ لمناقشة الأوضاع العسكرية في المنطقة الغربية، والأوضاع في مدينة الزنتان.
وتم خلال اللقاء، بحسب المجلس الرئاسي، مناقشة ملفات وقضايا، تتعلق بالجانبين العسكري والأمني، وما يمكن اتخاذه من خطوات لمتابعة الأوضاع في كل المدن والمناطق وانتهى المجلس إلى أن القائد الأعلى شدد على ضرورة اليقظة، والمتابعة المستمرة للموقف العسكري والأمني، من أجل المحافظة على أمن ليبيا واستقرارها.