قال الخبير الليبي في الشأن الأمني الصيد عبد الحفيظ، إن إعلان حكومة الدبيبة نفير قواتها كان لمنع حفتر وقواته من اقتحام غدامس، إضافة إلى تنبيه الرأي الدولي بالخطر الذي قد يشكله حفتر.
وأضاف عبد الحفيظ، في تصريحات نقلتها صحيفة “العربي الجديد”، أن مليشيات الحكومة لم تتحرك واكتفت برفع الجاهزية وتركت إثناء حفتر عن خطوته لعواصم الغرب، والتي من الواضح أنها وجهت إنذارا سريعا لحفتر ومنعته من التحرك باتجاه غدامس، لاستشعارها بإمكانية أن تكون روسيا وراء هذه الخطوة.
ويذكر عبد الحفيظ بأهمية الطاقة الليبية بالنسبة لموسكو لمواجهة الحصار النفطي المضروب عليها من قبل واشنطن وحلفائها الأوروبيين، لافتا إلى إمكانية ارتباط التصعيد جنوب غربي ليبيا بالإقدام على إغلاق حقل الشرارة، الذي تديره شركات أوروبية، قبل حراك حفتر العسكري بأيام معدودة.
وأوضح أن الأحداث في الآونة الأخيرة وسط التصعيد جنوب غربي ليبيا تحمل العديد من المعطيات التي تتجه بمناطق غرب البلاد إلى ساحة حرب مفتوحة.
وأشار عبد الحفيظ إلى أن تحرك حفتر في غدامس ليس من قبيل الصدفة، فالمنطقة لا تتوفر فقط على أهمية اقتصادية كالنفط والغاز، وحيوية بالمنافذ، بل يتصل بها أهم القواعد العسكرية في المنطقة، وتحديدا قاعدة الوطية الجوية غرب البلاد، والجفرة وسط جنوب البلاد.
ويتابع عبد الحفيظ شرحه لواقع المنطقة قائلا: إن عديد التقارير تتحدث عن وجود أمريكي في الوطية، أما الوجود الروسي في الجفرة فيكاد يكون معلنا، وكل هذه المعطيات قد تؤشر إلى دفع واشنطن وموسكو الأوضاع إلى مواجهة مسلحة بالوكالة.
وأوضح أنه حتى وإن تراجعت مظاهر التصعيد جنوب غربي ليبيا وأعلن حفتر ضمنيا تراجعه، إلا أن التحفز والترقب لا يزال قائما، ما يجعل المنطقة على صفيح ساخن”.
وبينما كانت الأنظار متجهة إلى جنوب غربي ليبيا وترقب نتائج حالة التصعيد، عاشت تاجوراء، الضاحية الشرقية للعاصمة طرابلس، الجمعة الماضي، توتراً أمنياً عالياً، على خلفية اشتباكات عنيفة اندلعت بين فصيلين تابعين للحكومة، بسبب خلافات نشبت بين عناصرهما، وأسفرت عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 16 آخرين.
ويرى عبد الحفيظ أن مواجهات تاجوراء قد تنذر بعودة الاقتتال بين المناطق والمدن، خصوصا أن مجموعات مسلحة قدمت من مصراتة لدعم أحد الطرفين، لافتا إلى أن الاشتباك المسلح مشهد متكرر في طرابلس، لكن المختلف هذه المرة هو قدوم مليشيات من مصراتة للمشاركة.