سلطت صحيفة العرب الضوء على الأحداث الأخيرة في ليبيا وتحركات خليفة حفتر العسكرية في الجنوب الغربي للبلاد.
وقالت الصحيفة إن رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة بعث برسائل مبطنة إلى قوات حفتر يحذره فيها من مغبة التصعيد العسكري ضد قواته، مؤكدا أن حكومته لن تتراجع عن خيارها في بناء جيش قوي وموحد رغم كل التحديات والمؤامرات وأنها ستقف أمام كل من تسول له نفسه تجديد الخروقات العسكرية وتعزيز الانقسام.
وجددت الجزائر على لسان وزير خارجيتها أحمد عطاف، الأحد، التعبير عن قلقها البالغ إزاء عمليات الحشد العسكري في منطقة غدامس داخل ليبيا على مقربة من حدودها الجنوبية الشرقية، وحذرت من مخاطر استئناف القتال بين الأطراف الليبية.
وأعرب عطاف خلال استقباله السفير الليبي في الجزائر، صالح همه محمد بكده، بناء على طلبٍ من الأخير، عن قلقه إزاء عمليات الحشد العسكري تجاه المناطق الغربية والجنوبية للبلاد وما تحمله هذه التطورات من أخطار محدقة بتجدد الاشتباكات والمواجهات بين الأطراف الليبية.
وجرى هذا اللقاء الإحاطة بما يجري على الساحة الليبية من مستجدات وصفها بيان الخارجية الجزائربة بأنها مقلقة لا تبعث على الارتياح، حيث جدد الوزير عطاف التأكيد على موقف الجزائر ومناشدة الأشقاء الليبيين بالتحلي بالحكمة وضبط النفس وإعلاء المصالح الحيوية للشعب الليبي فوق أي اعتبارات أخرى.
وشدد الوزير أحمد عطاف على أن الجزائر تعتقد أن هناك ضرورة لتسخير كل ما تملكه ليبيا من مقدرات ومقومات للإسراع بإنجاح العملية السياسية الهادفة إلى توحيد المؤسسات الليبية عن طريق انتخابات حرة وشفافة ونزيهة.
وأضافت صحيفة العرب أن هذه هي المرة الثانية في غضون يومين التي تعبر فيها الجزائر عن قلقها البالغ إزاء التحشيد العسكري الذي تقوم به قوات حفتر في منطقة الجنوب باتجاه غدامس، قرب الحدود الجزائرية، لكن هذه المواقف قد تؤشر في الوقت نفسه على خطوات أخرى ميدانية لتأمين المناطق الجنوبية القريبة من الحدود مع ليبيا، تجنبا لأي تداعيات أو مساس بأمنها في حال اندلاع الاشتباكات بين الأطراف الليبية.
وبشكل مثير للقلق، فإن تحركات قوات حفتر، نحو جنوب غربي البلاد، قابلها تحشيدات من قوات في غرب البلاد تابعة لحكومة الوحدة وسط مخاوف أممية ودولية من عودة البلاد نحو مربع العنف المسلح.
واعادت تلك التحركات الأذهان للحرب التي دارت في ليبيا في 2019 بين الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق السابقة بقيادة فائز السراج المدعومة من تركيا.
وفشلت قوات حفتر من السيطرة على العاصمة الليبية بسبب الدعم العسكري التركي للميليشيات رغم تحقيقها تقدم مهم في المنطقة الغربية.
ويعدّ معبر غدامس نقطة استراتيجية، وهو مغلق منذ العام 2011، وكان من المفترض أن يكون مفتوحا منذ العام الماضي بعد اتفاق بين الجزائر وطرابلس، لكنه بقي مغلقا رغم الاتفاق.
وكانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أعربت عن قلقها تجاه التحركات العسكرية في مناطق جنوب وغرب ليبيا، مشيدة بالجهود الجارية لتهدئة الوضع ومنع التوترات.
وحثت البعثة، في بيان لها، على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي أعمال استفزازية قد تخرج الأوضاع عن السيطرة وتعرض الاستقرار الهش في ليبيا وسلامة المواطنين للخطر، داعية إلى مواصلة التنسيق بين قوات حفتر والقوات العسكرية في غرب البلاد.