في تطور جديد يعكس تعقيدات المشهد السياسي والاقتصادي في ليبيا، كشفت صحيفة “أوك دياريو” الإسبانية عن قيام صدام حفتر، نجل المواطن الأمريكي خليفة حفتر، بإغلاق حقل الشرارة النفطي في ليبيا، في خطوة وصفتها الصحيفة بأنها محاولة لابتزاز إسبانيا.

وفقًا للتقرير، جاء هذا الإجراء كرد فعل على استجواب الشرطة الإيطالية لصدام حفتر في مطار كابوديتشينو بنابولي، أثناء عودته إلى ليبيا.

الاستجواب كان بناءً على بلاغ من الحرس المدني الإسباني يتهم صدام بالإرهاب وغسل الأموال، وأصيب بالذعر عندما استجوبته الشرطة الإيطالية.

وعلى الرغم من مغادرته إيطاليا في نفس اليوم متوجهًا إلى بنغازي، إلا أن صدام توعد بالانتقام، مبديًا استياءه الشديد من المعاملة التي تلقاها.

تقرير الصحيفة أكد أن انتقام صدام حفتر تمثل في إصدار أمر بإغلاق حقل الشرارة النفطي، الذي يعد أكبر حقل تديره شركة ريبسول الإسبانية في ليبيا. هذا الحقل، الذي يبلغ إنتاجه الطبيعي 260 ألف برميل يوميًا، شهد انخفاضًا حادًا في الإنتاج ليصل إلى 30 ألف برميل يوميًا فقط نتيجة لهذا القرار.

الصحيفة أكدت أن هذا التصرف يأتي ليؤكد مجددًا على استخدام النفط كأداة ابتزاز في الساحة السياسية الليبية المعقدة. فمنذ الإطاحة بنظام القائد الشهيد معمر القذافي في عام 2011، تحولت المنشآت النفطية في ليبيا إلى ساحة للصراع في ظل الحرب الأهلية والنزاع على السلطة.

يذكر أن إنتاج النفط الليبي كان يصل إلى 1.8 مليون برميل يوميًا قبل أحداث 2011.

الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها صدام حفتر لمثل هذه الإجراءات العقابية ضد إسبانيا. ففي يناير الماضي، قام بإغلاق نفس الحقل ردًا على مصادرة الشرطة الإسبانية لشحنة من المعدات العسكرية والأسلحة كانت في طريقها إلى مليشيا طارق بن زياد، المتهمة بانتهاكات لحقوق الإنسان من قبل منظمات دولية عديدة.

الدول الأوروبية تتابع هذه التطورات بقلق بالغ، نظرًا لتأثيرها المباشر على أسعار النفط في القارة. التقرير يقول “عندما تعطس ليبيا، تتجمد أسعار النفط في أوروبا”.

Shares: