قالت صحيفة العرب إنه من الصعب معرفة الهدف من توجه مليشيات حفتر إلى منطقة غدامس، وهل هو مجرد الاستعراض للتذكير بأنه ما يزال موجودا وقويا أم هو هجوم جديد على منطقة الغرب مستفيدا من الغموض السياسي، أم هو انخراط في تطورات منطقة الساحل.

وأضافت الصحيفة أن مناطق غرب ليبيا تتخوف من العودة إلى المواجهات الدموية بسبب استمرار حالة الصراع السياسي والانقسام الحكومي والعسكري وغياب المبادرات الجدية لتكريس الحل وتجاوز حالة الجمود التي تحيط بالمشهد العام في البلاد.

ويستبعد مراقبون، طبقا للصحيفة، أن يخطط حفتر لفرض طوق عسكري على سلطات الغرب لصعوبته عسكريا من جهه، ولأن الوضع السياسي لا يسمح بذلك من جهة ثانية، مشيرين إلى أن حفتر لا يقدر على تكرار هجوم طرابلس في 2019 لاختلاف الظروف كليا.

وأوضحت أن محللين آخرين يرون أن الهدف من هذه التعبئة هو السيطرة على مطار مدينة غدامس، الواقع على بعد 650 كيلومترا جنوب غرب طرابلس، والخاضع حاليا لسيطرة حكومة عبدالحميد الدبيبة.

وقالت الصحيفة إن أوساطا ليبية ربطت تحركات حفتر بالمواجهات القائمة في شمال مالي بين الانفصاليين الطوارق وحلفائهم من المتشددين الإسلاميين المدعومين من قبل أوكرانيا، والقوات الحكومية المدعومة من قبل روسيا، لاسيما في ظل وجود مخاوف من تسلل إرهابيين من عرب أفريقيا إلى الجنوب الليبي لاستهداف المنشآت الروسية، خاصة في الجفرة وبراك الشاطئ.

وتشير الأوساط الليبية إلى أن مؤشرات كثيرة تؤكد أن ليبيا يمكن أن تتحول إلى جبهة جديدة للصراع الدائر بين موسكو وكييف، وهو ما تخشاه قوات حفتر المتحالفة مع روسيا والتي تعتبر أحد أهم الأطراف المندمجة في مشروع «الفيلق الأفريقي» الذي سيتم الإعلان رسميا عن إطلاقه خلال أسابيع.

وأكد محللون لـ«العرب» أن قوات حفتر غير قادرة على بسط نفوذها على منطقة الجبل الغربي والزنتان، وأن ليبيا ليست في حاجة حاليا إلى حرب أهلية جديدة، كما أن القوى الإقليمية والدولية تكاد تجمع على ضرورة إبقاء الوضع الحالي على ما هو عليه إلى حين الانتهاء من تحديد ملامح الوضع النهائي في البلاد.

وشهدت ليبيا خلال الساعات الماضية جدلا واسعا حول ما إذا كانت قوات حفتر، تسعى بالفعل إلى مهاجمة وسط غرب ليبيا وبسط نفوذها على منطقة الحمادة الحمراء الثرية بالنفط والغاز، لاسيما أن لديها جماعات مسلحة متحالفة معها ومستعدة لدعمها في هذه المهمة.

وسلطت صحيفة “لوموند” الفرنسية الضوء على التحركات والتحشيدات العسكرية التي يجريها المواطن الأمريكي خليفة حفتر لقواته باتجاه الجنوب الغربي لليبيا.

وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها، أن تحركات حفتر ورغبته في السيطرة على غدامس، تهدد بعودة ليبيا إلى الحرب الأهلية وانهيار اتفاق وقف إطلاق النار الموقع منذ 4 سنوات.

وأضافت أن حفتر يستهدف من تحركه باتجاه غدامس، السيطرة على مطارها الاستراتيجي الواقع على بُعد 650 كيلومترا جنوب غربي طرابلس، وعدد من المواقع الاستراتيجية المتاخمة للحدود مع الجزائر وتونس.

واستعرضت مليشيات حفتر أمس، اصطفافا عسكريا أثناء توجهها إلى الحدود الجنوبية بحجة تأمينها لكن الخطة تستهدف تمكين مرتزقة فاغنر الروس، لترد عليها غالبية التشكيلات المسلحة في المنطقة الغربية بإعلان النفير العام.

Shares: