صراعات على بسط السيطرة والاستيلاء على مصادر القوة والثروات، تشهدها مدينة غدامس قرب المثلث الحدودي للبلاد مع جيرانها الجزائر وتونس.
وتبرز الصراعات بشكل مستمر بين قوات المواطن الأمريكي خليفة حفتر وبين القوات المسيطرة على العاصمة بما في ذلك العصابات المسلحة المنتشرة هناك.

مراقبون أكدوا أن غدامس أصبحت مدينة عمليات عسكرية، ومن المتوقع أن تشهد أحداثا عسكرية ساخنة خلال الفترة القليلة المقبلة، خاصة بعدما أعطي صلاح النمروش معاون رئيس أركان المنطقة الغربية، تعليماته لوحدات قواته برفع درجة الاستعداد لصد أي هجوم محتمل.

اعتبر أستاذ العلاقات الدولية إلياس الباروني، أن تحركات حفتر العسكرية باتجاه المنطقة الغربية، هي خرق للهدنة التي أشرفت عليها البعثة الأممية للدعم في ليبيا.
وأكد الباروني، خلال تصريحات متلفزة عبر برنامج “العاصمة” المذاع على فضائية “فبراير” أمس الخميس، أنها كذلك بمثابة رسالة ضمنية بأن حفتر لا يكن احتراما لأي جهة وحتى حلفائه: روسيا وأمريكا.

وطالب البعثة الأممية، والولايات المتحدة الأمريكية بضرورة أخذ موقف حازم في هذا الشأن.

وأعرب عن دهشته من وجود ازدواجية في التعامل والمعايير من قبل واشنطن؛ لأنها كيف تتعامل معه وفي نفس الوقت يتحالف هو مع عدوها ومنافسها في المنطقة: روسيا.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية أن استمرار حفتر معناه استمرار حالة الانسداد السياسي، الدستوري، وكذلك المسألة الأمنية.
ووصف هذه التحركات في حال صح ما أعلنت قوات حفتر عنه بأن هدفها التأمين بـ”المخالفة” للكيانات العسكرية الموجودة في الغرب.
وطالب حكومة الدبيبة ورئاسة الأركان في المنطقة الغربية، بضرورة ترتيب أولوياتهم والعمل على بناء جيش وطني فاعل.
كما طالب بضرورة وضع نظام للمليشيات المسلحة؛ لأن هذا المشهد “غير لائق” ويشوه الدولة المدنية التي يسعى الليبييون إليها.
واتفق مع الحجج التي يسوقها حفتر في كون طرابلس يسيطر عليها المليشيات، مشددا على ضرورة بناء دولة.

واستعرضت مليشيات حفتر أمس، اصطفافا عسكريا أثناء توجهها إلى الحدود الجنوبية بحجة تأمينها لكن الخطة تستهدف تمكين مرتزقة فاغنر الروس، لترد عليها غالبية التشكيلات المسلحة في المنطقة الغربية بإعلان النفير العام.

وبعد الانتقاد الواسع الذي صاحب تحركات مليشيات حفتر، سارعت رئاسة أركان قوات البرية إلى إصدار بيان مرئي للتعتيم على السبب الحقيقي لتحشيداتها العسكرية في المنطقة الجنوبية.

وزعم البيان أن التحشيدات العسكرية تهدف لتأمين الحدود مناطق الجنوب الغربي لليبيا، وبالتحديد مدن سبها وغات وأوباري ومرزق والقطرون وبراك والشاطئ، متحججا بالوضع في دول الجوار التي تشهد توترا أمنيا ملحوظا ومخافة نشاط الجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات والبشر.

كما شن البيان هجوما على منتقدي تحركات مليشيات حفتر في الجنوب، متهما إياهم بالابتزاز السياسي الرخيص للحصول على الدعم وفتح باب الفساد؛ بهدف التغطية على الأسباب الحقيقية للتحشيدات.

Shares: